أنت هنا

قراءة كتاب صدفة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
صدفة

صدفة

في ديوانه الشعري "صدفة" يأتينا الشاعر والكاتب الإماراتي محمد سعيد الظنحاني من دبا الفجيرة، برسائله الشعرية إلى أهله وصحبه ووجوه أحبها، يطالعها كل صباح بين أزقة مدينته، وبين بيوتها المشبعة بعبق البحر وندامة الرمل وفيء النخل.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 1
مقدمة
 
لطفولةٍ وبعض صبا أتوق·· لفجرٍ كنت أرقبه وأنا أعد الليل نجوماً وقمراً يتوارى لابتداء يومٍ جديدٍ أنسج خطوه من خيوط الشمس، وعين ترقب، وذاكرة تحفظ وجوه الأهل والصحب وهم يكتبون سيرة يومٍ آخر··
 
لأبٍ أضنى كفه ليسعد بنا ونسعد في كنفه·· كان قبالة حلمه قلقاً يترقب قاماتنا التي سقاها عرق جبينه، وكنا كما حلم أبي أبناء نطول في الطموح ونستقيم في البر··
 
لأمي التي تنعش ذاكرتي بعطرٍ يأخذني إليها كلما تصاعدت أدخنة البخور الحجري·· لآية الكرسي تودع بها خطواتنا المقرونة بالحقائب المدرسية، ودرب عودتنا الذي كانت تخضّبه بالدعاء··
 
لرفيق عمري شقيقي أحمد الذي قاسمني حلمي، وتجلّد صبراً على ما كان مني، وأنا أروي له حلمي الذي ما كان لغيره أن يصدق نبوءته··
 
إلى امتداد جدي وأبي عني، وأثري على الأرض ولدي >حمد<، الذي أتطلع لأراني فيه، وإلى زهرَتَيْ عمري >مهرة< و>صوغة< الحمامتين المحلقتين في فضاء روحي، ولشريكة عمري أمهم العزيزة··
 
لصحبي عناوين طفولتي وعوالم صباي: محمد سيف الأفخم، وعبداللّه راشد، وخالد راشد الذين جابوا معي كل موطىء قدمٍ في المدينة الأحب إلى قلوبنا >دبا<· إلى هؤلاء الذين وددت يوماً اختصارهم في كلمة المحبة فأنتجتهم قصائد في العشق والقيم التي كانت لهم ديدناً، فهم نتاج الفضيلة في بيوت حفلت بها مدينتي··
 
وهناك في الجانب الآخر ثمة حياة لا أعرف عنها شيئاً، وأناس لا قبل لي بمعرفتهم؛ لكنني رافقتهم وأدخلتهم عناوين لقصصٍ كنت أبتدعها، وأروي تفاصيلها لصحبي مسترقّاً الدهشة في عيونهم لتكون لي عوناً للمضيّ في خيالٍ لطالما صوّر لي حياة قبل أن ألج أسرارها·· أبطال قصصي الذين يعيشون في مكان ما·· بيد أني وحدي أمتلك سر معرفتهم فهم أبناء مخيلتي·· رجال·· نساء·· حبيبات·· وعشاق··
 
لوجوه أحببتها كنت أطالعها كل صباح بين أزقة مدينتي وبين بيوتها المشبعة بعبق البحر، وندامة الرمل، وفيء النخل· هذي الوجوه التي تلاحقني كل قلم·· أحببتها حد أني استعرتها لألبسها جلابيب شتى في نصوص كتبتها للمسرح··
 
لرجل كان له وحده ظل آخر وضوء آخر·· يسير فتقتفي أثره النجوم·· يمسك بتوازنه حكمته ليوزعنا إياها بحنكة القائد وحرص المعلم وحنو الأب·· الرجل الذي علمني صياغة الفكرة كي يكتمل معناي في رؤياي·· حاكماً حكيماً محكّم البصيرة نافذ الرأي·· تعلمت منه ما أثرى تجربتي لأكون ما أنا كائن فيه·· والدي ومعلمي حاكمي وحكيمي >أبو محمد<··
 
وبين ليل ونهار كنت أدون لتؤول تلك المدونات إلى نتاجات شعرية ومسرحية ودرامية أظنني كنت مخلصاً فيها لذاكرة المعلم والأهل والصحب والليل والفجر ولسطوع شمس العرب على مرابع العرب وديارهم الأحب وطني الإمارات·· ولمدينتي الخالدة ولصحبة نبيلة أخرى في مسيرة العمر ولا أنسى الصديق الشاعر عيضة بن مسعود على جهوده في من هذا الديوان إصدار الطبعة الأولى·· لهم جميعاً وبمنتهى الوفاء لذاكرتي الحافلة بهم وخيالي الحافل بسواهم أنتجت ديواني ليكون شاهداً لذاكرة على ذاكرة··
 
محمد سعيد الظنحاني
 
1102

الصفحات