أنت هنا

قراءة كتاب انتصارات هابيل وهزيمة الطغاة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
انتصارات هابيل وهزيمة الطغاة

انتصارات هابيل وهزيمة الطغاة

في كتابه هذا "انتصارات هابيل وهزيمة الطغاة" الصادر عن المؤسّسة العربية للدراسات والنشر، يجــمع الكاتب الفلسطيني د.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 2
وهـــذه المعاني مستمدة من قول الشاعر الجاهلي عدي بن زيـــد العبادي وهو في أسره موجها قوله للملك النعمان:
 
سعى الأعداء لا يألون شرا
 
عليك ورب مكة والصليب
 
وهذا يحصل عند الشعراء، فالشعراء مجتمع واحد مهما اختلف المكان وتباعد الزمان، والشاعر حين عارض القصيدة فإنه يستجمع الماضي والحاضر ويستنطق التاريخ ليسكب مشاعره الدافقة في مناسبة مشابهة ويسقطها على معاناة شعبه الذي يرزح تحت التنكيل والتعذيب، فالقصيدتان تشتركان في الحالة النفسية التي ولدا فيها، فإذا كان عدي مأسورا ويحس بالظلم والقهر فإن شاعرنا ينبثق من وجع شعبه الفلسطيني الذي أرقه وأقض مضجعه، وهذا ما يعرف بالتناص أو التوارد· ويتجلى هذا الشعور في جل قصائده التي يحاول فيها زرع بذرة الأمل لأبناء وطنه وهم يواجهون قوة الباطل التي تساندها إمبراطورية الظلم والجبروت·
 
 إن المتأمل في شعر د· معتصم الخضر يتلمس موقف الشاعر من قضيته التي يتبناها بحس قوي، فهو يدافع عن الحق بكلام جلي لا يعرف المراوغة، وهو كذلك يصور الحالة العربية المترهلة في أبيات واضحة الدلالة يستخدم فيها رموزا تاريخية مؤثرة كالبسوس؛ ليتمكن من ترسيخ فكرته التي يؤمن بها بكل ما أوتي· وهو ناقم على الطواغيت وينحو على المتفرجين من هذه الأمة، والذين فقدوا معنى الكرامة والمروءة، فما عاد همّ الطغاة إلا أن يحافظوا على عروش المذلة، ولكنه كما يقول: إن أنوار الفجر تلوح ولا بد أن يعلن ميلاد الفجر·
 
فإلى الإمام شاعرنا، ومزيدا من العطاء والشدو، شرح الله صدرك وأحل عقدة لسانك، ودمت للقريض وأهله.
 
2013

الصفحات