أنت هنا

قراءة كتاب الطريق إلى مكة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الطريق إلى مكة

الطريق إلى مكة

رواية "الطريق إلأى مكة" للروائي اليمني محمد الغربي عمران، نقرأ منها: "الحمدُ له المتعالي عن أن يكونَ لثواقب العقول والأفكار مَـــرَاسٍ لآفاق عظمته، المتجلل عن أن تعبر مختلفاتُ الألسنِ واللغاتِ عن كــُــنــْـهِ صفتِه، المتقدس عن الصفة ونفيها اللائقين بإبداعه

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 1
إلى وطني التواق للعدالة والحرية···
 
صنعاء
 
صعصعة
 
.الحمدُ له المتعالي عن أن يكونَ لثواقب العقول والأفكار مَـــرَاسٍ لآفاق عظمته، المتجلل عن أن تعبر مختلفاتُ الألسنِ واللغاتِ عن كــُــنــْـهِ صفتِه، المتقدس عن الصفة ونفيها اللائقين بإبداعه وخلقه الذي عجز عن إدراكه العقلُ السامي على أبناء جنسه بشرف سبقه، فهو إذا نهض ملتمساً ذلك غشيته أمواجُ الحيرة فغرق في تيارها وجذبته يدُ العجز إلى حضيض القصور وآض ملتجئاً إلى جوارها معتصماً بذروة الاعتراف، التي هي النجاة مستحقاً كونه منشأ الأمر الذي قامت به الأرضون والسموات وأشهد عن عجز إدراكه، هو حقيقة الإدراك المحفوفة طريق توحيده بسُرَادقات التعطيل فمن سلكها بغير دليل وقع في الضلال ومن أمها بغير هادٍ ضاع في مسالك الأباطيل والمتاهات·
 
فالحمد له الذي نِـعَمُه لا تحصى على من أطاع وعصى، فذو الطاعة لما به من نعمة يُملأ، وذو المعصية إلى حد ماله يُملأ، يستفيدُ هذا من شكره رحمة ورضواناً، كما يستزيد ذلك بكفره إثماً وعدواناً، وكل سوف يؤتى كتابه ثم لا شك يوفى حسابه·ب
 
أما بعد·· أنا جَــوْذَر بن······ عشت كما شاءت لي المشيئة·· أجيراً في صباي·· تعلمت رسم الحروف ونقش الزخارف على يدي معلمي صعصعة·· وَخلط الأزهار بالصمغ والجير ومسحوق الفحم بمقادير مختلفة وغليها لاستخراج ألوان الكتابة والتصوير·· كما حذقتُ تحضير رقوق الكتابة من جلود الماعز·· وتحضير الكاغد من القنب الأبيض·· وكذا جمع وحباكة الورق وتجليدها كُتباً·
 
قضيت عمري أبحث عن مسالك بواطن الأمور·· ومسارب الحقيقة·· وهذا أنا أدوِّنُ بعضَ ما عاش بي الزمن·· بعد أن ظللت أنسخُ ما يريده الناسُ وما يخصهم· سأعود بحكايتي إلى قادم الأيام·· إلى يوم جمعة من شهر محرم الحرام 435 للهجرة·· يومها انتشر خيالة ملثمون في أحياء وأسواق صنعاء·· يبحثون عن ضحاياهم·· لتصل مجموعة منهم إلى سوق الوراقين·· لحظتها صرخ بي المعلم صعصعة لمرآهم··: .أهرب ياجَــوْذَر بسرعة·· أُنج بحياتك·  حينها رأيتُ الموت في عينيه·· وسريعاً ما سدت الخيالة باب الحانوت·· دفعني·· تسللت تحتَ لهيب سياطهم·· ورَكَلاتهم·· من بين سيقان خيولهم، اصطدمت بأجساد السابلة وقد تجمعوا خلفَ الخيول·· رأيته يتلوى تحت ألسنة السياط·· تتطايرُ نِــتــَــفُ ملابسه الممزقة·

الصفحات