أنت هنا

قراءة كتاب سور العرب العظيم ما هو ولماذا؟

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
سور العرب العظيم ما هو ولماذا؟

سور العرب العظيم ما هو ولماذا؟

كتاب سور العرب العظيم ما هو ولماذا؟، نحن الآن تحت الحصار، حصار الإرهاب.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 3
ما هو سور العرب العظيم؟
 
النظرة المتأملة لحال العالم العربي في هذه الأيام لا تبشر بالخير كثيراً رغم تفاؤل المتفائلين، واستبشار المستبشرين، الناتج ربما عن هذا الزبد من الذهب المتدفق نتيجة لارتفاع أسعار البترول، وليس نتيجة لصناعة أو زراعة أو تجارة أو علم عربي· وما هذا بشحم وإنما ورمُ، فيمن تحسب شحمه ورماً ، كما قال المتنبي·
 
الإرهاب سور العرب العظيم
 
يأتي التشاؤم من طغيان التيار الديني السياسي الإرهابي والاجتماعي والفكري في العالم العربي، الذي يشكل الآن سور العرب العظيم في وجه الليبرالية والحداثة ودعاتها، سواء اعترفنا أم أنكرنا، رضينا أم رفضنا· وهو يكتسح الشارع العربي بسرعة وبقوة، ويُحقق مكاسب ملموسة على الأرض في العراق وفي مصر خاصة، وفي معظم أنحاء العالم العربي عامة· ويقف أمامه التيار الليبرالي صغيراً، وضعيفاً، وبائساً، ومتناثراً·
 
من هم بُناة هذا السور؟
 
لقد كان للصين القديمة سورها العظيم لصدِّ هجمات المعتدين· وأصبح للعرب في العصر الحديث سورهم العظيم الذي بناه التيار الديني لصدِّ هجمات الليبرالية والحداثة المتدفقة من كل مكان·
 
التيار الديني الذي نعنيه في هذا المقام، والذي يشكل الآن سور العرب العظيم في وجه الحداثة ودعاتها، وبمؤازرة ودعم الأنظمة العربية، هو التيار الذي يمثله الإخوان المسلمون والأحزاب الدينية الصغيرة الأخرى في أنحاء العالم العربي كافة· وتمثله أيضاً الجماعات الإسلاموية المسلحة في فلسطين والعراق ولبنان والجزائر والخليج العربي· وتمثله أيضاً الهيئات الدينية الإسلامية الرسمية وغير الرسمية، والمشمولة برعاية  بعض الأنظمة مالياً وسياسياً في العالم العربي· ويمثله رجال الدين من خارج المؤسسات الدينية الرسمية الحكومية من خطباء المساجد والفقهاء والدعاة ودراويش التكايا· وتمثله أيضاً هذه المجموعات من الكتاب الإسلامويين الذين يملأون الصحافة والفضائيات بهذر مقولات أشبه بالقش، ولا تمت إلى واقعنا بصلة· وتمثله أيضاً الجامعات والمعاهد الدينية وأساتذة وطلبة هذه الجامعات الذين يُمنحون الشهادات العليا، إذ هم كفّروا الليبراليين وأهدروا دمهم ودم الحداثة من بعدهم، ورموهم بالكفر والفسوق والزندقة (سعيد الغامدي، وكتابه الانحراف العقدي في أدب الحداثة وفكرها)· ويمثله أيضاً الإعلام العربي المكتوب والمشاهد والمسموع، والظاهر والخافي، والمباشر وغير المباشر، والذي ينتمي مالياً وسياسياً وأيديولوجياً إلى هذه الأنظمة التي مهما أظهرت من حسن نوايا مؤقتة وفردية تجاه الليبراليين، فإنها تخفي نية صادقة وقوية للتخلص منهم ومن أفكارهم، باعتبارهم أدوات التنوير المستقبلي الحقيقية، والتي تشكل تهديداً حقيقياً لهذه الأنظمة·
 
ماذا بقي لليبراليين؟ 
 
فماذا بقي لليبراليين من قوة، ومن وسائل القوة؟
 
أنظروا حولكم أيها السادة، لتروا كيف بنى العرب سورهم العظيم في وجه الحداثة ودعاتها· وقد قام هذا البناء بإقدام بعض السلطات العربية على إغلاق مواقع الليبراليين في بلادها، وسجن دعاة الإصلاح السياسي، ورمي المعارضة السياسية بمختلف تهم الخيانة والارتهان والاستقواء بالخارج المعادي للإسلام· وبخنق صوت هذه المعارضة بالمال حيناً، وذلك بشراء أكبر عدد من وسائل الإعلام العربية المؤثرة، وبالقتل حيناً، وبسد أبواب المنابر أمامها حيناً ثالثاً· بحيث لم يعد لهؤلاء من وسيلة إعلامية لكي يبلّغوا كلمتهم غير مواقع محدودة وضيقة على الانترنت·
 
فماذا بقي لليبراليين من قوة، ومن وسائل القوة؟

الصفحات