أنت هنا

قراءة كتاب سور العرب العظيم ما هو ولماذا؟

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
سور العرب العظيم ما هو ولماذا؟

سور العرب العظيم ما هو ولماذا؟

كتاب سور العرب العظيم ما هو ولماذا؟، نحن الآن تحت الحصار، حصار الإرهاب.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 8
هل الدم هو الزيت المضيء؟
 
معظم راصدي وقارئي ومحللي التاريخ الإنساني، قالوا بأن التغيرات المهمة في العالم كان وراءها العنف (هنري كيسنجر في كتابه الديبلوماسية 1994)· وكان الدم هو الزيت المضيء لفجر الأمم، كما كان يعتقد كثير من الساسة وعلى رأسهم الرئيس الأمريكي روزفلت، الذي كان يقول في رسالة لصديقه نشرها كيسنجر في كتابه : لو خُيّرت بين الدم والحديد أو الماء والحليب، لاخترت الدم والحديد· فهما ليسا خيراً للأمة فقط، ولكن للعالم على المدى البعيد كما يؤكد بعض القادة التاريخيين كالزعيم الصيني ماوتسي تونغ، بأن التجربة التاريخية كُتبت بالحديد والدم·
 
كتب المناضل والمفكر المارتينيكي- الجزائري فرانز فانون في كتابـه الشهير (المعذبون في الأرض، 1961) يقول: العنف هو القوة المُطهرة التي تحرر المواطن من عقدة الخوف واليأس والسلبية وقد رأينا صدق هذا الكلام على أرض الواقع في العراق في يناير 2005 أثناء الانتخابات التشريعية، حين نزل إلى الشارع العراقي ثمانية ملايين ناخب، يتحدون الخوف والموت واليأس والإرهاب، واقترعوا لاختيار نواب الجمعية الوطنية العراقية التي كتبت دستور العراق الجديد· كما رأينا ذلك في لبنان في 14/3/2005 في ساحة الشهداء في بيروت، عندما تجمّع أكثر من مليون شاب وفتاة، يطالبون بانسحاب القوات السورية من بلادهم، وبكشف قتلة رفيق الحريري، وإقامة حكم ديمقراطي، وتشريع قانون انتخابات جديد، رغم كل العنف والإرهاب والقتل الذي مارسته القوات السورية وحلفاؤها في لبنان طيلة 29 عاماً·
 
فهل تكون مرحلة الإرهاب الآن هي المَطْهر Purgatory  العربي، الذي سيغسل آثام العرب في الماضي والحاضر وينقّيهم، وينقلهم من المرحلة المتوسطة بين البداوة والحضارة التي هم فيها الآن، إلى مرحلة الحضارة والتحضر، ليس باللباس والشراب واستعمال منجزات الصناعة الغربية، ولكن بالقيم والسلوك والتطبيق، وبفهم ماذا تغيّر في العالم، وكيف يجب علينا أن نعيش، وأن نتعايش مع المجتمع الدولي؟
 
وهل سيكون الإرهاب القائم في العالم العربي، بمثابة القنبلة النووية الدينية الأصولية التي ألقاها العرب على أنفسهم، حين لم يجدوا من يُلقيها عليهم، كما فعلت أمريكا باليابان 1945، لكي يصحوا النيام من سباتهم العميق، وقد فاتتهم قطارات كثيرة، أهمها قطار الإصلاح السياسي، والحداثة، والإصلاح الاجتماعي، والسلام·· الخ؟
 
فهل يصدُق علينا قول المصلح الديني مارتن لوثر في القرن السادس عشر من أن لا تاريخ جديداً يُبنى بدون دم، وأن السيف المدني يجب أن يكون أحمر دموياً؟
 
وهل تغيّر العرب في القرن السابع الميلادي، وانتقلوا تلك النقلة، أو القفزة التاريخية الكبيرة من قبائل شتى إلى أمة موحدة، تطورت إلى أن أصبحت إمبراطورية عظمى بغير السيف والدم؟
 
وهل يدفع العراق اليوم حساب تكلفة الفجر العربي الجديد المنتظر، نيابة عن الأمة العربية؟

الصفحات