أنت هنا

قراءة كتاب سور العرب العظيم ما هو ولماذا؟

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
سور العرب العظيم ما هو ولماذا؟

سور العرب العظيم ما هو ولماذا؟

كتاب سور العرب العظيم ما هو ولماذا؟، نحن الآن تحت الحصار، حصار الإرهاب.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 9
هل قاد إخفاق العَلْمانية إلى الإرهاب؟
 
 الإرهاب مرض من الأمراض، يصيب الأمة في طور من أطوارها· وهو كذلك كأي مرض يصيب الإنسان في طور من أطواره أيضاً· وكما أنه لا يوجد لمعظم الأمراض الصحية والنفسية والعصبية سبب واحد، وإنما هناك عدة أسباب لمثل هذه الأمراض، فكذلك الحال بالنسبة لمرض الإرهاب· ففي مرحلة من المراحل، يمكن للإرهاب أن ينتج عن هشاشة الثقافة، ويمكن أن يكون نتيجة لظروف اقتصادية، واجتماعية معينة· 
 
فهل ارتفاع وتيرة الإرهاب في العالم العربي هذه الأيام، يمكن أن يكون نتيجة حتمية لإخفاق تحقق العَلْمانية ؟
 
العقل والحياة السياسية
 
في العالم العربي، مثلاً، لا يوجد توافق بنيوي تام وكامل - كما تمَّ في الغرب - بين تطور العقل العربي من جانب، وبين تطور الحياة السياسية والاجتماعية، بالإضافة إلى تطور الفكر النظري السياسي من جانب آخر· فميلاد المفاهيم السياسية العربية الحديثة لم يكن نتيجة لتحول واضح وملموس في الوجود والواقع السياسي العربي، حيث إن ظهور هذه المفاهيم لم يكن بمثابة إعلان القطيعة مع عصر الانحطاط، وإعلان الدخول في العالم الجديد، ولكن هذه المفاهيم جاءت نتيجة لتلاقح جزئي على مستوى النخبة الفكرية الأكاديمية، وليس على مستوى النخبة السياسية الحاكمة· وقد نشأ عن هذا أزمة ديمقراطية، بدأت من مسألة الشراكة الممكنة بين الحاكم والمحكوم في تقرير السياسة· وبدأت من فكر العامة ولم تنتهِ في فكر الخاصة· ففي فكر العامة تغيب السياسة كمحظور، ويُحكى عنها كمُحرَّم مقبول شعبياً، كقولهـم السياسـة كناسـة، والسياسة وجع راس، ومن دخل السياسة غرق في النجاسة الخ·
 
مشكلتنا التخلف لا الفقر
 
في ظل موجة العقلانية، التي بدأت تجتاح العالم العربي في نهاية التسعينات، ونحن نودع القرن العشرين الذي انفجرت في نهايته ثورة المعلومات، وشهدت فيه البشرية ثورة التكنولوجيا، بدأ بعض المفكرين العرب يضعون أصابعهم على مواطن الداء الحقيقي الذي يُعيق تحقيق الوحدة العربية، وهو داء التخلف، وليس الفقر·
 
فبعضنا أغنياء متخلفون، ومعظمنا فقراء متخلفون· إذن: فكلنا متخلفون، وليس كلنا فقراء· والفقر لا يعني دائماً التخلف، كما أن الغنى لا يعني دائماً التقدم· فبلد كالهند مثلاً تُعدُّ من الفقراء المتقدمين علمياً، وكذلك الصين· فهناك وحدة مع الفقر، ولكن لا وحدة مع التخلف· وما اتحدت أمريكا مثلاً، إلا بالنور الذي جاء به الأوروبيون من أوروبا، ذات التنوير والإصلاح الديني، والثورة الصناعية، والثورة العلمية، والاكتشافات المذهلة في القرن الثامن عشر، والقرن التاسع عشر· وما الوحدة التي حققتها أوروبا في نهاية هذا القرن إلا نتيجة لهذا كله، ونتيجـة لعصر ثورة التكنولوجيا والمعلومات، ولم تأتِ من فراغ·
 
أما نحن، فما زلنا مجتمعات متخلفة، وشعوبنا مُذلَّة مستعبدة، تحكمها أنظمة استبدادية فردية شمولية، وقوانا وحركاتنا السياسية متخلفة وقاصرة· 

الصفحات