أنت هنا

قراءة كتاب رقص على الماء - (أحلام وعرة)

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
رقص على الماء - (أحلام وعرة)

رقص على الماء - (أحلام وعرة)

بين اليقظة والحلم تمضي أحداث هذه الرواية "رقص على الماء - (أحلام وعرة)"، والتي مسرحها مدينة السويد. حيث شاءت الصدف الجمع بين شخصيات شتى من جنسيات شتى ومشارب شتى.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 8
قابلت عددا من المعارف في السوبرماركت· شكى بعضهم من ارتفاع اسعار (الكونسوم) مقارنة بأسعار (الميغا) في مركز انغريد أو (إكا) في يلبو· اشتريت ما احتاج وما لا احتاج اليه· هذا يحدث غالباً· لعل السبب يرجع إلى فقدان مصادر السلوى في هذا الحي· الشراء يعوض عن ذلك· فلا شيء استثنائياً هنا يخفف من وطأة الملل· حين يصعد المرء من منطقة الترام - وهي الوحيدة تحت الارض في كل غوثنبرغ - يرى محل بيتزا تديره عائلة افرادها، عكس كل اليونانيين، فظو الطباع· هناك (بيت الشعب) يحتوي على مستوصف، مراكز للتعليم، مكتبة عامة يديرها الثلاثي: شاشتين، ماتس، وكلاود، مع (مكتب المواطن) الذي يقدم النصح والمساعدة لمن يطلبها· وفي الساحة مخزن لبيع السجائر والمجلات، يديره شاب سويدي لم اره يبتسم مطلقا· على مبعدة امتار إلى الخلف مسجد للصوماليين يتألف من حجرة خشب أو حجرتين· وفي جهة اليمين صالون حلاقة، دائرة بريد، دار عجزة،ومسبح·
***
شعرتُ وانا اخرج من السوبرماركت، حاملاً اكياس المشتريات، بأوجاع متزايدة في الظهر جعلتني اتوقف وارتارح كل خطوتين أو ثلاث· انعطفت يساراً ونزلت بحذر السلم الحجري· اصبحت في بريدفيلسغاتان· لا يتجاوز عرض هذا المقطع من الطريق الأربعة امتار والطول نصف كيلومترا ؛ يبدأ بمركز للتبشير تديره دانيكا آيزنهامر، سيدة عجوز تفيض عيناها الزرقاوان بالدموع كلما ذكرت المسيح· يليه محل يعتني بالاقدام، محل بيع هدايا يديره عراقي من كربلاء،محل تصليح ادوات كهربائية يديره اكراد ايرانيون، ملتقى للمعوقين بدنياً ونفسياً وللمدمنين قيد العلاج، ثم ينتهي بمركز للصليب الاحمر ؛ يجاوره دكان مواد غذائية تديره عائلة من اكراد تركيا يرأسها اردال· وهو يحسن - بالضرورة - التحدث بكل لغات الحي تقريبا· مساعده (عمو كوكو) نحيف البدن غليظ الصوت،يروج بمرح إلى بضاعة ما شبه تالفة: يللا يللا يللا، كل صندوق الموز بعشر كرونات، بلاش بلاش بلاش !
وضعت الأكياس على الأرض· فوجئت بتوقف المسرى (1) في الطابق الخامس· لكن الحظ حالفني· جاء مسؤول الصيانة في شركة السكن المدعو يوري· كان ماضياً لأصلاح اجهزة غسل الثياب في الطابق السفلي· احضر المسرى بسرعة وساعدني في حمل الأكياس إلى البيت· لا احد ينكر جو همركولان الأخوي المميز رغم كل الاعتراضـات· لدى ملء اسـتمارة عقد الايجار علمت من (يوري) ان هذا الحي، الذي يقع شمال شرق غوثنبرغ،شيد ما بين1968-1970 على ارض متموجة مساحتها مئة هكتار، تعلو سطح البحر بنحو 100 متر· سكنه منذ مطلع السبعينات زهاء 70 الف شخص،ويسكنه الان 80 الف ربما، اكثرهم اجانب (5000) من جنسيات شتى عاطلون عن العمل· اصدقائي الأساسيون وصديقاتي يقيمون في اجزاء هذا الحي الخمسة· في غروبنسغارد يسكن خوليو وسارة، وهي تتألف من ثلاث طوابق فقط· كذلك ساندسليت حيث تسكن آزاد· وفيسترسلينت حيث تسـكن غادة مع والدتها· وفي التوريت يسكن عبد الله، أو عبدو كما اعتدنا مناداته تحبباً· في بريد فيلسغاتان يسكن عم عبدو (سيد وفيق) وانا، وهو يتألف من عمارات ذات ثماني طوابق أو تسع·
تركت الأكياس حيث وضعها يوري في المجاز واستلقيت حالاً على ظهري فوق السرير· اوجاع متزايدة·

الصفحات