أنت هنا

قراءة كتاب الديك والدجاجة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الديك والدجاجة

الديك والدجاجة

في كتاب "الديك والدجاجة" لا يستطيع الكاتب والأديب فخري قعوار مفارقة أسلوبه الساحر حتى لو أراد أن يقول كلاماً جاداً، كأن يشرح العلاقة الشائكة بين المرأة والرجل، ورغم روح السخرية الطريفة، إلا أنني على قناعة بأن لا وصف لتلك العلاقة يشبه وصف ذلك العنوان المختصر

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
الصفحة رقم: 6
الشقيق والشقيقة!
 
ماذا ستقرر المحاكم بشأن الشاب الذي قتل شقيقته بالبلطة؟ هل ستقرر الحكم عليه بالسجن عشر سنوات، بسبب ما يوصف بإدعائه الحفاظ على شرف العائلة؟ وهل سيكون الحكم عليه أطول من ذلك، بحيث يصل إلى خمسة عشر عاماً؟ وهل سيصل الحكم إلى خمسة عشر عاماً مع الأشغال الشاقة؟ وهل سيزيد عن ذلك إلى حد الإعدام؟ وهل سيكون الحكم على القاتل مجرد ثلاث أو أربع سنوات، على إعتبار أن الذكور مسؤولون عن تصرفات شقيقاتهم، وعن تقرير العقوبات - بمختلف مستوياتها - عليهن؟
 
من المؤسف، أن الشاب الذي يسمع كلاماً أو غمزة أو لمزة تتعلق بشقيقته، ترتفع حدّة إنفعاله، إلى درجة أنه يرتكب جريمتين عنيفتين، إحداهما تتعلق بالضحية التي يهدر دمها، وتُرغم على الإنتقال من هذه الدنيا الفانية إلى الدنيا الباقية بشكل مفاجىء، والثانية تتعلق بالقاتل نفسه، الذي يقوم بتدمير شخصه، نتيجة لما يمارسه من فعل خارج حدود العقل والتفكير الهادىء·
 
وربما يكون هذا الشاب، على علاقة عاطفية أو غير عاطفية مع إحدى الفتيات أو مع مجموعة من الفتيات في آن واحد، ولا يرى في ذلك عيباً، بل يؤمن أن مثل هذه العلاقة ترفع من مستوى رجولته، وفي الوقت نفسه، فإنه يرفض أن تكون لأي شاب علاقة مع شقيقته، وإذا إكتشف وجود علاقة كهذه، فإنه يحمل البلطة، ويقصف عنق شقيقته ويهدر دمها، ويتصل بالشرطة لتسليم نفسه! في رأيي الشخصي، أن عقوبة الإعدام ستكون مريحة جداً لأي ذكر يقوم بمثل هذا الفعل، لأنه بعد أن يجلس في أحد أركان غرف سجن الجويدة، ويعيد النظر في الفعل الذي اقترفه، سوف يشعر بالعذاب النفسي، وسيطغى عليه إحساس بأن شمس حياته قد غابت، وأنه سيقضي بقية عمره في الظلام الدامس والإكتئاب الحالك!
 
أي أن إستمرار البقاء في السجن، وإستمرار المشاعر المذكورة، ستزيد من عذاب القاتل، في حين أن إعدامه سينقله من أزمته الخانقة إلى الراحة الأبدية!
 
ولذلك، فإن الإعدام عبارة عن خدمة للقاتل، وهي خدمة مرفوضة على جميع الصعد، لأن الإبقاء على السجين في سجنه، وفي عذابه الداخلي، وعدم شموله لاحقاً بأي شكل من أشكال العفو، هو العقوبة الأجدى والأفضل لمن يرتكب مثل هذه الجريمة اللاإنسانية!
 
وبموازاة رفضي مثل هذه العقوبة، فإن هناك رفضاً أخر للتبرئة أو للحكم بالسجن لمدة وجيزة، على إعتبار أن ما فعله القاتل هو عمل خاص بصيانة شرف العائلة! أى أن المتوقع من قضاتنا ذوي العقول المفتوحة والمتحضرة، أن يكون حكمهم في مثل هذه القضايا، طويل المدى، وأن يكون بعيداً عن الإعدام والبراءة·
 
وبعد، فإن القصة المفجعة التي حدثت قبل أيام، ينبغي أن تكون مدخلاً لمراجعة بعض العادات والتقاليد المتخلفة، وتعميم الإرشاد الأخلاقي والتربوي والتوعية عبر وسائل الإعلام كافة، كي نضع حداً لمثل هذه الجريمة المتكررة، والتي تزداد بشاعتها حين نلحظ أن شقيقاً يقتل شقيقته، التي تعتبر من أقرب الناس إليه وإلى قلبه وإلى وجدانه!
 
تشرين الأول 2002

الصفحات