أنت هنا

قراءة كتاب لعبة البوح

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
لعبة البوح

لعبة البوح

لعبة البوح هي الرواية الفائزة بحازة الغونكور، وقد نالت الكاتبة أكثر من جائزة رفيعة في فرنسا.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 1
الربيع رائع في كنساس، فالصباح الباكر يكون حينها لامعًا، متلألئًا، لاسع البرودة· والسماء الصافية طافحة بالسحب الوردية التي أثقلتها الريح ببرقشات ذهبية، وبغبار أخضر يتحول إلى أزرق بعد تداعيه، وبلقاح الطلع المتشظي، المبعثر بالضوء· كل هذا يعيد لك سعادة طفولية، ويجعل قلبك يطير فرحًا·
 
كانت أورور تقول، من خلف النافذة المغلقة لغرفتها، إنه كالصحراء في توهج الفجر، كغابات السافانا المتبخرة بعد المطر، فكل شيء يلمع، يتألق، كل شيء يحترق ، ويستنفد·
 
كانت تقول: عجبًا، إنها أفريقيا مع إننا في أمريكا! وكانت ترتعش جذلاً·
 
كان قلب أمريكا ينبض من خلف البيت الخشبي، وسط رقعة العشب، من شجرة لم تعد تذكر اسمها، تنوء تحت كومة من زهور الروز، وترتعد عندما يخطف سنجاب ضخم من جنبها·
 
اخترق السماء السميكة جناح أرجواني، وحط طير أحمر قان على قمة الشجرة، فانفجر الفرح في قلب أورور، بوضوح وبدقة وبشمول، كان سبق وأن أحست به من زمن طويل جدًا، عندما كانت طفلة صغيرة·
 
كانت تكرر: أمريكا، أمريكا، كما لو كانت عباراتها نشيدًا يفصح عن أملها بحياة جديدة، وهي تنظر إلى الشجرة التي لم تكن قد تذكرت اسمها بعد، وإلى السنجاب الذي كان يركض على الأغصان، وإلى الطير الكبير الذي كان يؤرجح ذيله الأحمر الطويل في الهواء·
 
كان من المحال عليها أن تفتح النافذة المحجوزة بطبقتين من الزجاج، والتي كان يحكمها نظام ألكتروني، والذي كان يحكم أيضًا جهاز التكييف، وماكينة إعداد القهوة، وماكينة الغسيل، وجهاز الحاسوب الخاص بغلوريا صاحبة المنزل· فكرت أورور بالنزول إلى الأسفل عبر باب المطبخ المصنوع من لوح خشبي بسيط، مبطن بشبكة حديدية لصد الناموس، إلا أن عقل الحاسوب كان يقفل هذه الباب أيضًا· ومن نافذة المطبخ كان يمكن رؤية الطرف الآخر من المرج، الواقع في الواجهة، وعلى الجانب الآخر من الطريق كان هنالك منزل مشابه له كالمرآة، ويستخدم كمصلى، وبجانبه شجرة يهوذا نفسها- ها هي تفطن لاسم الشجرة - تنوء تحت ثقل الأزهار العامرة·
 
السنجاب ينطّ على الأرض المعشبة، وطير الكاردينال حطّ لتوه على رأس الشجرة، فاهتزت موجة من الورود السكرى· لكل منزل من المنازل شجرة يهوذا، وطير كاردينال ثمل بالنسغ، والعطور، والعسل، لا يدري إن هو من السماء أم من الأرض، ينقر، ويغوص في الغيوم الوردية المكتنزة مثل أشجار الحدائق·

الصفحات