أنت هنا

قراءة كتاب الصندوق الأسود

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الصندوق الأسود

الصندوق الأسود

رواية (الصندوق الأسود) للكاتبة العراقية كليزار أنور، عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر. وهي الإصدار الرابع للمؤلفة بعد مجموعتيها القصصيتين (بئر البنفسج/ 1999) و(عنقود الكهرمان/2006) ورواية (عجلة النار/2003).

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 2
يسترسل شعرها الأسود الصقيل، الناعم على كتفيها· أنيقة جداً ومرحة وطيبة القلب وحادة المزاج، وجهها كتشرين يتغير في ثوانٍ· تزوجت قبل ثمانِ سنوات·· حملت سبع مرات، وكل مرة يسقط جنينها في الشهر الثاني من الحمل·· عمليات الإجهاض المتكررة أثرت على نفسيتها، فلجأت لهذا المشفى وتبين أن هناك صبغة في البويضة تقتل الجنين، ومهمة الطبيب هنا سحب البويضات ونزع هذه الصبغة قبل تلقيحها·· إنها تريد ثلاث توائم· مازحتها: - كيفَ ستربينهم لوحدكِ؟ فأجابت: - بالببرونات أي قناني الحليب· و(عالية) من حوران·· هذه هي العملية الثامنة لها·· سبع مرات فشلت وما زالت متعلقة بالأمل· و(سيماء) من مدينة بعقوبة لديها ابنة واحدة في العاشرة من عمرها، لكنها تريد طفلاً ذكراً ليرث أملاك جده· منطقٌ غريب أم هي سوء عدالة في الميراث، فالبنت ترث الثلث بينما الولد يرث الكل!! و(غادة) الزوجة الثانية، فالأولى أنجبت درزينة من الأطفال، بينما بقيت هي تراقبهم بحسرة، رغم حب زوجها لها، تشعر بأنهُ منهم ويشكلون حلقة منسجمة الدوران، تنظر بعين الأسى إلى أولاد الأولى متمنية أن يرزقها الله بيوسف! و(لميس) متزوجة منذ ثمانية عشر عاماً·· تزوجت في الثالثة عشرة من عمرها·· سنة تلتها أخرى·· تلٌ يكبر·· يصبح جبلاً تسحبهُ السنون· بينها وبين زوجها حبٌ جارف لم يُنقصه الجدب يوماً· لديهما بيتٌ جميل وسيارة حديثة، وكل ما تحلم به أن يرزقهما الله بطفل أو طفلة يبدد وحشة بيتهم الدافئ· بعد الثانية عشرة ظهراً أخطرونا بالاستعداد وتهيئة أنفسنا·· وزعوا علينا حقائب زرقاء اللون عليها شعار المشفى·· تحوي بداخلها على مناديل ورقية وصوابين ومعقمات جيلية، ووزعوا علينا أثواباً وردية، على كل واحدة أن تبدل ملابسها بهذا الثوب·· قبل أن أرتدي ثوبي الوردي توضأت وصليت -في الشرفة- صلاة الظهر وركعتين نافلة لله داعية منه أن يكون معي ومع أية امرأة حرمها من نعمة الأمومة· وبالتسلسل ركبنا كراسي متحركة مغطين أكتافنا بشراشف صفر·· كنتُ السابعة من بينهن· جاءت الممرضة وساعدتني في الجلوس على العربة، عندما دفعتني للخروج من باب الصالة بحثت عيناي عن زوجي، رأيته واقفاً أمام كاونتر الاستعلامات الداخلية·· لوحتُ له بيدي مودعة، فقد لا أعود!
 
أنزلتني بالمصعد إلى الطابق الأرضي·· تحت المشفى عالمٌ آخر·· عالمٌ يتقرر المصير فيه، هنا تُسحب البويضات وتُخصَّب·· تحيا ويحيا معها الأمل وتخضرّ البطون بعد جدبها، أو ربما تموت لتتحول النفس إلى صحراء!

الصفحات