أنت هنا

قراءة كتاب الصندوق الأسود

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الصندوق الأسود

الصندوق الأسود

رواية (الصندوق الأسود) للكاتبة العراقية كليزار أنور، عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر. وهي الإصدار الرابع للمؤلفة بعد مجموعتيها القصصيتين (بئر البنفسج/ 1999) و(عنقود الكهرمان/2006) ورواية (عجلة النار/2003).

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 5
(2)
 
لم أتزوج كما يتزوج أغلب الناس عن طريق (الخاطبة) أو عن طريق قصة حب! تزوجت بشكل عقلاني جداً وبطريقة راقية ومتطورة، بآخر ما توصل إليه العلم·· ليسَ غريباً في زماننا هذا ولستُ الوحيدة التي تزوجت بهذه الطريقة· مسألتنا عادية، فنحن في زمن العولمة·· والعالم تحول إلى قرية صغيرة كما يقولون· كان ارتباطي عن طريق الانترنيت رغم عدم إيماني به كقاعدة تؤسس منها أُسرة ناجحة، رافعةً شعار (الانترنيت لا ينجب أطفالاً)· لكن من مفارقات الحياة أن القدر يتحدانا دائماً ليكسر قناعاتنا ونجد أنفسنا نمضي في طرق كنا بعيدين عنها ونتصورها المستحيل·
 
كنتُ أعرفهُ ويعرفني، لكننا لم نلتقِ سوى على صفحات الصحف والمجلات والمواقع الالكترونية، قصتي تجاور قصته أو مقالي بجانب مقاله، معرفتي به لا تتعدى حدود اسمه ككاتب· تفاجأتُ ذات يوم برسالة وصلت لإيميلي عنوانها (زواج) وبين أسطرها رغبته في أن يفتح بي بيتاً· حتماً فتحتُ فمي مندهشة وأنا أقرأها وأُعيد قراءتها·· لا أدري، شعرتُ لحظتها بصدق نيته·· إنهُ الإحساس، تلمستُ جدية أسطره العشرة المذيلة برقم هاتف·· والغريب أنهُ يريد رداً سريعاً وبنعم أو·· لا!
 
أيعقل! وهل يحسم مصيري بهذه البساطة؟ انتظرتُ عمراً كي أختار الشخص المناسب·· وعليّ أن أجيبهُ بلحظة·· نعم أو لا· لم أستطع أن أُكمل·· أغلقتُ الحاسوب وخرجتُ من غرفتي· كذبٌ لو قلت بأن الأمر لم يشغلني، بل سيطر على كل أفكاري·· أخذتني الخواطر بعيداً وكلما عدتُ لنفسي شعرتُ بالأمان·· وكأن يداً تربت على كتفي تهديني بالمضي في طريق القدر والنصيب·
 
لم أفتح الحاسوب يومها وتركتُ الأمر لصباح اليوم التالي·· لم أفتح رسالته مباشرةً، بل فتحتُ موقعه الشخصي·· اطلعتُ على سيرته الذاتية وقصصه ورواياته وكتاباته الأخرى·· وكشكلٍ عام وجدتهُ مناسباً· شابُ يكبرني بأربع سنوات، مؤهلاته الدراسية جيدة، بل ممتازة· ركزت على صورته الشخصية·· دققتُ في ملامحه·· وجدتها تعكس طيبة· بعدها فتحتُ الرسالة قرأتها مراتٍ عدة·· نقلتُ رقم هاتفه لموبايلي·· وتراهنتُ مع نفسي·· إن اتصلت وصادف أن كانت الشبكة مشغولة -وهي مشغولة على الدوام- أو تأخر في الرد، فسألغي الأمر نهائياً· واتصلت·· وكأن الهاتف في يده ينتظر اتصالي، من أول رنة جاءني صوته مفعماً بالرجاء:
 
- ألو·
 
- ألو·· الأستاذ·
 
- نعم·

الصفحات