أنت هنا

قراءة كتاب صهيل الخندق الأخير

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
صهيل الخندق الأخير

صهيل الخندق الأخير

"صهيل الخندق الأخير.. المسلمون بين حالة المحاكاة والتبعية وبين حالة الإبداع والريادة" للكاتب الإماراتي عبدالعزيز خليل المطوع، عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 1
إضاءة
 
وَلاَ تَهِنُواْ، وَلاَ تَحْزَنُواْ
 
(عندما تتجسد إرادتكم لتحويل حركة التغيير من فكرة إلى حقيقة، أو من مشروع إلى واقع، اعملوا على أن تتخلصوا من شيئين: الأول، أن تتخلصوا من إحساسكم بالوهن واليأس، ولا تَدَعوا الاستسلام للواقع يتسرب إلى نفوسكم ليولّد في داخلكم عقدة الخوف من المستقبل، والتخاذل من معاودة المحاولة من جديد؛ والشيء الثاني، أن تتخلصوا من مشاعر الندم والأسف والحزن لأنكم فرّطتم وتهاونتم في الماضي، أو لأنكم خسرتم اللحظة المناسبة لاستغلال الفرصة في وقتها؛ واعملوا أيضا على إبقاء منافذ نفوسكم وإرادتكم موصدة في وجه تلك النفسية المثبطة، وحتى لا تسحبكم عقدة جلد الذات هذه إلى ما وراء نقطة الصفر، لتعيدكم إلى حالة الضمور والتبعية واللاشيئية)
 
وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ··
 
(عندما تصدُق إرادتكم، وتكتمل تعبئتكم باستعداداتكم الإيمانية والتخطيطية والتنظيمية والمادية اللازمة لمسيرة التغيير، هنا يتحقق لكم الانتقال من حالة الفتنة إلى اليقظة، ومن حالة التردد إلى الإقدام، ومن حالة المحاولة إلى الإرهاصة، وبهذا تستحقون ملامسة الإلهام الإلهي، واجتناء المؤازرة والتأييد الإلهي الذي أنتم موعودون به لاستعادتكم الثقة في ذاتكم وقدراتكم، ولتحرركم من قيود الخوف والوهن والأسف، ولخروجكم من تيه تخبطكم وصفريتكم الحضارية، ولتمكينكم، ولتحقيق تفوّقكم واعتلائكم قافلة الحضارة)
 
{إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِِنِِينَ} (سورة آل عمران، الآية 139)
 
(ولكن هذا الوعد التأييدي، وهذه المعيَّة وهذه المؤازرة الإلهية كلها مشروطة بالتزامكم بالوفاء بكل مواثيقكم الإيمانية، بداءة مع الله، بأنه هو صانع التاريخ، وأنه هو وحده من يملك القدرة على تحريك الأحداث كيف يشاء، فلا يتسرب أدنى شك إلى توكلكم عليه، ولا إلى ثقتكم الكاملة في أن ما يعِدكم به سيتحقق لا محالة؛ كما أنها مشروطة ثانيا بإيمانكم بخيار الإسلام، وبأنه يلزمكم بواجبات التمسك والتصديق بأفضلية منهجه وفق القناعات والمبادئ والأسس الإيمانية، ووفق النفسية والسلوكيات والأخلاق، ووفق روح الممارسة الحياتية والأخذ بأسباب التعبئة المادية التي سار عليها رسولكم [ وأصحابه، وأن لا تتخلوا في أي لحظة عن هذا المنهج الإلهي، لتطيش خطاكم أو تنبهر ظنونكم وأهواؤكم فتميل إلى غيره من الأديان والطواغيت والتيارات الفكرية البشرية أو القوى السياسية؛ وهي أيضا مشروطة ثالثا بإيمانكم وبثقتكم الكاملة بأنفسكم وبقدراتكم، وبأنكم باستيفائكم بهذه الالتزامات تجعلون الحق في صفكم وأن غيركم في صف الباطل؛ ومشروطة رابعا بإيمانكم ويقينكم التام من أن علوكم وتمكينكم وريادتكم متحققة ذات يوم، وإن تأخرت شيئا من الزمن)

الصفحات