أنت هنا

قراءة كتاب أحداث 11 أيلول 2001 بين الافتعـــال والافتـــراء

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
أحداث 11 أيلول 2001 بين الافتعـــال والافتـــراء

أحداث 11 أيلول 2001 بين الافتعـــال والافتـــراء

تقييمك:
4
Average: 4 (1 vote)
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 2
مدخـــل (1)
 
سؤال كبير ألحّ عليّ ردحا" من الزمن .. واستعصت عليّ إجابته طيلة ذلك الزمن .. وكلما حاولت إنهاءه بإجابة .. تصدّت لي حجج واعتراضات .. ومضت تلك الإجابة دون أن تشفي غليل .. لتعيد إليّ السؤال من جديد .. لأبدا البحث عن إجابة من جديد.
 
وهذا السؤال كان : لماذا لم يأخذ الله سبحانه وتعالى بني إسرائيل كما أخذ الأقوام الأولى من الكفرة والمفسدين في الآرض .. كما أخذ عاداً وثمود لإنكارهما لما جاء به رسولا ربهما إليهما هود وصالح عليهما السلام كما ذكر القرآن الكريم: " كذبت ثمود وعاد بالقارعة. فأما ثمود فأهلكوا بالطاغية وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية " (سورة الحاقة – 6) .. أو كما أخذ قوم لوط الذين فعلوا المنكر في نواديهم : " وأمطرنا عليهم مطراً فساء مطر المنذرين " (سورة النمل – 58) .. أو كما أخذ أهل مدين الذين كفروا بما جاءهم به شعيب عليه السلام : " فأخذتهم الرجفة فاصبحوا في دارهم جاثمين" (سورة الشعراء – 130) .. أو أخيرا وليس آخراً كما أخذ فرعون وجنوده الذين عصوا أمر ربهم الذي جاء به موسى عليه السلام : "فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم وهو مليم " (سورة الذاريات- 40) .
 
فقلت لعلهم لم يبلغوا درجة المعصية أو الكفر التي بلغتها تلك الأقوام ..
 
------------------------------------------------
 
(1) بروتوكولات شيطنية ص 3-13
 
فاستعرضت معاصي وآثام تلك الأقوام… فوجدت أن قوم عاد كانوا قوماً جبارين.. غرّتهم قوتهم فتمردوا بسببها على ما جاءهم به أخوهم (هود) عليه السلام " وإذا بطشتم بطشتم جبارين " (الشعراء – 130) .. ولكن أين هذا البطش من دستور الإبادة الذي تحتويه توراة أبناء يهود الموضوعة .. فانظر في الإصحاح العشرين من سفر التثنية إذ يوصي الرب بني اسرائيل بأنهم إذا أرادوا احتلال مدينة بعيدة ( ليست مجاورة ) فليدعوها إلى الاستسلام .. فإذا استجاب أهلها لذلك فليدفعوا الجزية ثم ليصبحوا عبيدا لهم .. وإذا لم يفعلوا وقاوموا فليحاصروها .. وإذا أسلمها لهم الرب فليقتلوا كل رجالها وليستعبدوا نساءها وأطفالها وليغنموا كل ما فيها من ثروات مادية أو حيوانية .. وأما إذا كانت هذه المدينة قريبة ( كحال قرى ومدن فلسطين) فليقتلوا كل سكانها من رجال ونساء وشيوخ وأطفال .. ولا يبقوا منهم أحدا .
 
أرأيت …? فاين يقع بطش قوم عاد من قانون الإبادة لسكان كل مدينة تقاوم احتلال أبناء يهود لها! .. أو من عبودية أطفالها ونسائها !… وغُنم كل ما فيها من ثروات .. ألا ترى معي ان هذا القانون هو الذي يطبق حالياً في فلسطين… وان جميع المدن الفلسطينية أصبحت مدناً تحت طائلة هذا القانون التوراتي الموغل في الوحشية .. ثم أليس هذا ما يقترفونه هذه الأيام بحق المدن والتجمعات السكانية في فلسطين ! .. فأين هذا من بطش قوم عاد الذي ما كان يصل إلى حد الإبادة الجماعية لأعدائهم قريبين كانوا أم بعيدين .
 
ولو أضفنا إلى ذلك ما تعدهم به توراتهم من استئصال تدريجي لسكان الأرض الموروثة لهم كما جاء في الإصحاح السابع من نفس السفر السابق .. فهو يقول بأن الرب سوف يطرد هؤلاء السكان من أمامهم ويوقع بينهم الاضطراب والفرقة حتى ينتهوا إلى الفناء المبرم .. وأما ملوك هؤلاء السكان فسوف يوقعهم الرب بأيديكم فاقتلوهم .. ألا تراهم الآن يعيشون هذا الحلم .. ثم أليس هذا هو منطوق قانون التهجير (Transfer) الذي يرفعونه حالياً ؟ .. وباختصار أليست الإبادة وتهجير من يبقى من عرب فلسطين هما محور

الصفحات