أنت هنا

قراءة كتاب الغــــــرب بين الإزدهار والإنهيار

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الغــــــرب بين الإزدهار والإنهيار

الغــــــرب بين الإزدهار والإنهيار

تقييمك:
4
Average: 4 (4 votes)
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 9
حلوا أو رحلوا .. ومن هنا .. ومن هذا التاريخ دعنا نستذكر دور اليهود وتأثيرهم على فكر ومعتقدات الغرب النصراني .
بدأ هذا التأثير ب(شاؤول) اليهودي من طائفة الفريسيين .. وهو الذي أطلق على نفسه اسم (بولس) الرسول النصراني.. ومن بعده تتالت سلسلة المتنصرين منهم.. ليصبح منهم (باباوات) ليضيفوا إلى انحراف النصرانية انحرافاً.. وإلى المروق عن رسالة السيد المسيح مروقاً متجدداً.. ومن قبل هؤلاء ومعهم ومن بعدهم كانت طوابير المستشرقين الذين شوهوا كل ما هو حق.. وألبسوه لبوس الباطل بهدف الهيمنة على أبناء الصليب.. ليواصلوا من هناك المشاركة في مسيرة الشيطان.. ورفد جهوده في غواية الإنسان.
وبعد أن تم له ولهم ذلك انتقلوا إلى المرحلة الثانية.. ألا وهي تغييب الدين عن حياة الفرد النصراني.. ليعطوه من عندهم ديناً آخر لا علاقة له بالله .. ولا بكتبه ولا برسله .. ويساعدهم في ذلك الانحراف الذي غرسوه في نفوس ومعتقدات رجال الدين النصراني.. ليظهر في بطش الكنيسة وممارساتها الوحشية .. وفي صنوف القمع والكبت التي سلطتها على رقاب العباد .. مقيدة كل حركاتهم وسكناتهم باسم الدين .. بينما يرتع رجالاتها بملذات الدنيا ومنكراتها .. مما دفع الناس هناك إلى النفور من الدين .. والرغبة الجامحة في التخلص من سيطرة رجالاته.
أما تآمرهم ومكائدهم على عيسى بن مريم عليه السلام ورسالته فقد بدأت برميهم إياه بالكذب وانه ابن زنا .. ومن ثم تآمرهم عليه مع الرومان لصلبه حسب اعتقادهم واعتقاد النصارى .. ويقرر القران الكريم كل ذلك في سورة النساء : " وبكفرهم وقولهم على مريم بهتاناً عظيماً، وقولهم إنّـا قتلنا المسيح عيسى بن مريم رسول الله ، وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم ، وان الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ، ما لهم به من علم الا إتباع الظن ، ما قتلوه يقينا ً، بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزاً حكيماً” (النساء – 156) .
واستمروا بعد ذلك في تكفير أتباع السيد المسيح عليه السلام وملاحقتهم واضطهادهم قتلاً وتعذيباً وتشريداً .. ويمكننا تلخيص مؤامرتهم الكبرى على رسالة عيسى عليه بثلاثة أحداث رئيسة:
أ . تنصر شاؤول .. وحرفه للمسيحية عن مسارها وأهدافها
لقد كان (شاؤول) هذا قبل تنصره أحد أعضاء جمعية الكتبة (الفريسيين) المشهورة بتطرفها في ملاحقة تلامذة المسيح عليه السلام واضطهادهم .. ليأخذ بعد ذلك اسم (بولس الرسول) .. فيحرف هذه الرسالة التي جاءت في الأساس لتصويب انحرافات بني إسرائيل وإعادتهم إلى سبيل الهداية .. فقام هذا المتنصر المغرض بحرفها عن غايتها الخاصة ببني إسرائيل .. ليوجهها نحو الأمم الأخرى .. تماماً كما فعلوا برسالة موسى عليه السلام بما ادخلوا عليها من تبديل وتحريف.. وبالتالي ليخرجوا كلا من اليهودية والنصرانية عن مسار رسالة الإسلام التي أنزلها سبحانه وتعالى على رسوليه موسى وعيسى ومن بعدهما محمد عليه وعليهما أزكى الصلاة والسلام.
ب- تنصر باروخ .. وتسلل أبنائه للجلوس على كرسي البابوية
 
تنصر هذا اليهودي هو وأسرته في روما في القرن الحادي عشر الميلادي .. وكان باروخ هذا أغنى رجل يهودي في زمانه .. ليتسلل بعد ذلك وتحت مظلة (تنصره) وبنفوذ ماله إلى الفاتيكان .. ويصل أربعة من أفراد اسرته إلى كرسي البابوية وهم( ) :
(1) غريغوريوس السادس (1045م-1046م)
(2) غريغوريوس السابع (1073م-1085م) وهو الذي مهد للحروب الصليبية ضد المسلمين
(3) أوريان الثاني (1088م-1099م) صاحب الخطاب الشهير لنصارى أوروبا والذي يقول فيه : “ لا تقاتلوا إخوانكم المسيحيين بل قاتلوا أعداءكم الكفار المسلمين الذين استولوا على القدس وارض المسيح " (2) .. ليفعل بنفثه الشيطاني هذا فعلته .. ولتبدأ الدول الأوروبية النصرانية حروبها الصليبية مع البلاد الإسلامية .. وتمتد قرنين من الزمان وتحصد ملايين الضحايا من الطرفين.
(4) أنا سولت الثاني (1130م-1138م) وكان له دور خطير ومؤثر في استمرار الحروب الصليبية ضد الإسلام والمسلمين .. والتي ما زالت آثارها ممتدة حتى أيامنا هذه .. لتجر ما جرت من حروب وويلات نتيجة الحقد المتراكم الذي زرعه هؤلاء وغيرهم من اليهود المتنصرين.

الصفحات