بهذه المجموعة "تحت سماء غريبة" يفتتح عدنان الصائغ، مشروع حريته الشعري.أقول هذا بغية الإشارة إلى أن الحرية تكتسب، ولا تتاح. في الفن تصبح هذه المقولة في منزلة الضرورة. الإحساس نفسه، وسيلة الارتطام الأولى، ينبغي له أن يكون حراً.
أنت هنا
قراءة كتاب تحت سماء غريبة
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 2
من أيِّ جيلٍ هو عدنان الصائغ ؟ وهل في مقدورِ شاعرٍ ما أن يكون ابن جيله فقط ؟
إنَّ شعر عدنان خلاصةٌ لجوهرِ الشعرِ في النصفِ الثاني من القرنِ العشرين· هنا البداياتُ وهنا آخرُ الشوطِ، هنا الإحساسُ العميقُ بأهمية ما أنجزته الستينات والسبعينات وهنا الشعور الأعمق بأهمية أن تكتشفَ الكتابة الشعرية الجديدة معناها الأجدّ وإيقاعها الصوتي الأكثر إيحاءً واندفاعاً نحو عوالم وسماوات لمْ تقتحم الكلمةُ الشعريةُ أجواءها المكدرةَ بعد·
إنَّ الشمس لا تكرر ضوءها والربيع لا يكررُ أزهاره، وشعراء الجيل الأجدّ يحاولون أن يكونوا كذلك، فلا يقعون في براثن التكرار والتشابه القاتل، ومن هؤلاء عدنان الصائغ الذي يحاولُ تحت سماوات غربته الموحشة أن يفتحَ للقصيدة آفاقاً لمْ تكن ترتادها أو تطوف بساحاتها من قبل·
د· عبد العزيز المقالح
عدنان الصائغ شاعرٌ تنتبهُ إلى صوتهِ حالما تسمعهُ بين مئاتِ الأصواتِ اللاغطةِ بالشعر· فالشعرُ اليوم كثيرٌ جداً، ولكن ما يستحقُ أن يُصغى إليه قليل جداً· وشعر عدنان الصائغ من هذا القليل·
إنهُ شعرٌ شابٌ، إنهُ ابن اليوم، اليوم بالذاتِ، بل لعله قادمٌ مع يومِ غدٍ، ولكنه اختزل الأزمانَ كلها بحبه وقلقه، واستقر بهمهِ على هذه الساعةِ التي يعيشها بكلِّ هذا الحب، وهذا القلق، وهذا الهوس برفض الموت·
- أين القصيدة ؟
- غسلتها مع البنطلونِ المبقّعِ
عاملةُ البارِ·
··· كانتْ تشيرُ
لحبلِ الغسيلِ
يقطرُ بالكلماتْ··
إننا دوماً مع تلك الإشارةِ إلى ذلك الحبلِ المشدودِ في الفضاءِ، حيث علّقت الفواجع، والمقاتل اليومية، والأحلام التي لوّثتها الأيام - والكلمات تقطرُ منها دونما انقطاع· إنّهُ الشعر الذي يصرُّ على رفضِ الموت طلباً للمزيد من الساعات التي تعذبها وتستفزّها شهوةُ الحياة·
جبرا إبراهيم جبرا
أثناء قراءتي لهذا الشاعر المبدع شعرتُ وكأنني أذوقُ رطبَ البصرة وأنا فوق النخل· وأشمُّ زهورَ الأهوار وأنا في المشحوف· وأغمسُ رأسي في عمقِ القرنة وأنا أحلم· ومن ثم أصعدُ إلى بغداد لكي أسمعَ دقات قلب شعره تدقُّ فوق نصبِ الحرية·
شيركو بيكه س