رواية "دوائر الجمر" الصادرة عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر عام 2005، للكاتب مؤيد العتيلي، نقرأ منها:
أنت هنا
قراءة كتاب دوائر الجمر
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
دوائر الجمر
الصفحة رقم: 9
(3)
كان المراسل يقف في باب الصف·· قال - أستاذ مهدي أنت مطلوب على الهاتف·نهضت وخرجت من غرفة الصف، كان الهاتف في غرفة المدرسين التي لا أتواجد فيها إلا عند الضرورة··، كانت راوية·· قالت - أريد أن أراك اليوم·· قلت - متى؟ قالت - الساعة العاشرة إذا أمكن·· قلت - أين؟ قالت - في مكتبي··
أغلقت السماعة·· ونظرت صوب الساعة المعلقة أعلى الجدار، كانت تشير إلى التاسعة وعشر دقائق··
كانت الساعة العاشرة حين وصلت إلى مكتبها، سألتني السكرتيرة عن طلبي، قلت - لدي موعد مع الآنسة راوية·· طلبت مني الانتظار، رفعت سماعة الهاتف·· ولم تكد تقول شيئاً حتى أشارت إليّ بيدها نحو باب المكتب، طرقت الباب فجاء صوتها رقيقاً- ادخل··
فتحت الباب وخطوت إلى الداخل·· كانت الغرفة واسعة وكانت طاولة المكتب تحتلّ ثلثها·· وفي اليسار كانت طاولة مستديرة حولها مقاعد مزخرفة ذات مساند عالية، وأمام طاولة المكتب أربعة مقاعد مزخرفة أيضاً وبينها طاولة واطئة··
كانت راوية واقفة حين دخلت، دارت حول المكتب ومشت نحوي، كان استقبالها حاراً وكانت ابتسامتها تضيء وجهها الأبيض المائل للحمرة، أشارت إلي بالجلوس على أحد المقاعد أمام المكتب وجلست هي في المقعد المقابل·· سألتني عن أحوالي وأحوال شقيقتي ملك، سألتني عن عملي ثم علقَّت:
- هل ستبقى مدرساً إلى الأبد··؟
ابتسمت لها ولم أقل شيئاً·· سألتني عن الأستاذ نديم وعن أخباره، قلت لها إنه ربما عاد إلى الضفة فهو لم يظهر منذ أربعة شهور··،
قلت- وأنتِ·· ما هي أخبارك؟
بعد أن تخرجت راوية من الجامعة الأردنية، كلية الآداب - قسم اللغة العربية·· تم تعيينها مدرسة للغة العربية في مدرسة سكينة بنت الحسين الثانوية للبنات، لم يكن خيارها الوحيد، ربما كان خيارها الأبعد، فهي لم تكن ترغب في أن تكون مدرسة يوماً، كانت ترى أن تلك المهنة لا تتفق وطبيعتها·· لكن الوظائف التي عرضها عليها والدها·· لم تكن لتلبي طموحها أيضاً، ثم إنها كانت تدرك مدى الهوة بين طبيعة الوظائف التي عرضت عليها وبين تخصصها الجامعي·