أنت هنا

قراءة كتاب موتى مبتدئون

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
موتى مبتدئون

موتى مبتدئون

رواية "موتى مبتدئون" للشاعر والروائي سليم بركات؛ نقرأ منها:

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
المؤلف:
الصفحة رقم: 1
السنجاب، بعد أربع قفزات
 
توقف السنجاب البنيُّ، بعد أربع قفزاتٍ محسوبة بالدِّقة التي يُمليها الخوفُ، تحت شجرة الكستنة الضخمة· دار من حول جذعها العريق نصف دورةٍ يمكِّنُ وثْبتَه من اندفاعتها القصوى· لولبياً تسلق الجذعَ· حمله غصنٌ إلى غصنٍ، طبقةً بعد أخرى، في اتجاه الأعالي، فتناثرت حفناتٌ من الثلجِ العالق بها ـ ثلجِ المشورة التي دَرَج البياضُ على إسدائها للخلاءِ الموحش· استأذن السنجابُ شجرةَ الكستنة إذْ بلغ ذروةَ فضائها الفارغ، قافزاً في اتجاه شجرة الصنوبر· حطَّ عليها في خفَّةٍ كفكرةٍ ارتجلَها أملٌ عابر·
 
لمس نصلُ السهم القصير ذيلَ السنجاب، وأكملَ صفيرَهُ يائساً· ضرب ماسِيْلْدِي كتفَ غِيْرْمُوهالي بقفازه عاتباً: أخطأت قوسُك الفولاذُ الرميةَ مرتين، اليوم· في معدنها شيءٌ من ذرْق البوم استدار الشابان المتلفِّعان بمعطفين من فراء الثعالب الرمادية، عائديْن إلى أقرانهما الجالسيْنَ تحت عريشة من الأغصان المشتبكة بَدَتْ كغارٍ مسقوف بركامٍ من الثلج·
 
أحلم بشواء، قالت دَاهْناليدا الحمراء الأنف من تحت لثامها· أخرجت يدها اليمنى من القفاز الأسود، ومرَّرتها، عبر اللهب المشتعل في كومة الغصون، بضع مرات· شدَّتْ نِيْدِيْدَادْ، حاملةُ لقبِ الغيمةَ، يَدُ داهناليدا: أنتِ تحرقينها شمَّت داهناليدا يدَها الدافئةَ: أحلم بشواء حتى لو كان من لحمي، ورفعت وجهها إلى القادميْن في خيبةٍ: سنأكل الشيطانَ المدَّخن هذا إلى الأبد، أخرجت من جرابها قطعةً من لحم الرَّنَّة المسودِّ اليابس·
 
رمى غيرموهالي قوسَه الفولاذَ إلى الثلج فانغرزت فيه عميقاً· جلس على زحافة من التي حملوا عليها حوائجهم: ماذا نفعل هنا؟، قال من فمٍ سطَّر بالبخار تذمُّرَه على الهواء·
 
ألاترى الأمرَ ممتعاً؟، ساءله جِيْمَاتِيْرْك، وهو يمدُّ عصا في رأسها قطعة من السَّمك المدخَّن صوب اللهب·
 
ماالممتع في الأمر؟ منذ بدء مسيرنا، قبل ستة أيام، لم نلتق أحداً بعد، قال غيرموهالي· رماه رَامُوْسِيْراسْمُو بحبة كستنة: إن لم نلتق أحداً حتى الآن، فالأرجح سنلتقي بكثيرين في خليج مورتفيك· سيغدو الأمرُ ممتعاً آنذاك، ياغيرموهالي وأنت تسلِّي الصيادين العابقة معاطفُهم بزَنَخ ريش البط

الصفحات