أنت هنا

قراءة كتاب أبجدية القوس

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
أبجدية القوس

أبجدية القوس

المجموعة الشعرية "أبجدية القوس" للكاتبة الأردنية سميرة عدنان عوض، الصادرة عام 2001 عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر؛ كتب عنها الكاتب راشد عيسى:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 1
أبجدية القوس·· وطمأنينة الصوفي
 
شفافيات وجدانية مسكوبة من روح حريرية ناعمة كالدمعة، لا هي بالشعر الخالص ولا بالنثر المحض، إنما هي شكل فني يقع بين المنزلتين، وليست يقيناً قصائد نثر، وليس فيها قصدية فنية جاهزة، إذ تمتح رحيق نفحاتها من مشاعر طفولية صافية، كينابيع جبلية لم يصل إليها الرعيان بعد· وهذه الشفافيات نصوص مشْبعة بحزن عميق، يماثل طمأنينة الصوفيّ المكتفي بعرفانه وتجلياته، إذ احتوت على إشارات صوفية على نحو ما نعرفه في الصوفية الدينية السالفة، وعلى إشارات وجودية على نحو ما نعرفه في السؤال الوجودي المعاصر، على أن النصوص أقرب إلى المواجدة بالحرف على طرائق النّفري والأصلاء الصوفيين الآخرين، فتتآزر إشعاعات الحرف بدلالات لا يعرف أكناهها إلا الراسخون في جرح المطلق أو محبة الله البحت·
 
بلغت بعض العبارات حدّ الهذيان في بنيتها اللغوية جرّاء هذيان الرؤيا، ووصلت عبارات أُخَر حدّ التميز في فرادتها الانزياحية عمّا هو مبتذل وسائد من تراكيب من مثل (صدأ الوقت أصطاده وأصحنه في صحو الهذيان) أو (أشهرك فارساً للدمعة ربّاناً للبكاء) أو (لعواء الذئبة فيّ يذعن الهوى)·
 
ثمة تمازج بين ما هو عشق علواني سماوي وتناجيات عشقية بشرية في وحدة بثٍّ روحاني يتعالى إلى سموٍّ لائق·
 
تلك نصوص بريئة تجتهد في توظيف الرمز الحرفي، باعتماد كلي على الشحنات الوجدانية المفتوحة على فضاءات اللوعة·
 
راشد عيسى

الصفحات