رواية "ابن عذراء يقتل أمه" للكاتب د.
أنت هنا
قراءة كتاب ابن عـذراء يقتل أمه
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 6
-شكراً...
ذهبت أبحث هذه المرة ليس عن مازن، ولكن عن الرف السابع، وعن (112م).. يجب عليّ أن أجده بنفسي،... سوف أفاجئ والدي بأني أعرف... بل أعرف ما لا يعرفه... سيفتخر بي، وحتماً سيقول "هذا الشبل من ذاك الأسد"... فقد قالها لأصدقائه عني في مرات عديدة... نعم... ولكنه قالها لأصدقائه وليس لي... لم يقلها لي ولو لمرة واحدة...
وصلت الى الرف السابع،... كانت الكتب مرتبة ترتيب سهلاً، حتى وجدته فسحبته عن ذلك الرف... وأصبح بين يدي، "هذا هو حل اللغز "... نظرت إليه وقلت في أعماقي، سأعرف منك "مازن"... فأنت سلاحي الذي كنت أعزل بدونه.
جلست على إحدى مقاعد الطاولة الكبيرة... فتحت الكتاب... هوامش عديدة، وخط صغير... فتحت آخر صفحة... نظرت لرقم تلك الصفحة التي ناهز الألف فاندهشت .
هل سأقرأ تلك الصفحات لأعرف معنى مازن؟! لا بد أن هناك طريقة أسهل للبحث... إن سألت أم محمد كيف؟ ستقول لي إقرأ... وسأعود ثانية لأقرأ... لن أسألها وسأبحث بنفسي... المعجم مرتب حسب الأحرف... سوف أبحث عن حرف الميم... وسوف أقرأ صفحات حرف الميم...
سأعرف مازن من تلك الصفحات،... قلبت صفحات المعجم حتى وصلت الى حرف الميم فأصبح البحث أسهل،... قلبت الصفحات حتى وصلت لما أريد،... ماذا...؟!!
بيض النمل!!...
لا.. أصابتني خديعة الحواس بالصمت.
لا يمكن لوالدي ان يسميني بيض النمل، لو كان يعرف بأن اسمي يعني بيض النمل لما أسماني به، لابد من وجود معنى مختلف... قرأت ما قبل وبعد علّني أجد شيئاً...
"مزن: فرّ... وتمزن: أظهر أكثر مما عنده... المزن: المطّرة... والمازن: بيض النمل..." أغلقت المعجم... آه يا أم محمد... هل تعرف المعنى؟!
أدرت رأسي قليلاً باتجاهها، إسترقت النظر اليها... فربما تنظر إليَّ... لتشمت فيما أملك من اسم قبيح... لكني وجدتها تنظر في كتاب وتقرأ كما الآخرين... لعله كتاب آخر يحتوي على معنى لمازن... وتقرأ فيه... لا.. لا.. لا أعتقد أنها تهتم بذلك، بل سألتني عنه من باب الفضول... أو من باب الامتحان لقدراتي... وقد فشلت... وأصُبت بخيبة أمل... بيض النمل.. على الأقل كانوا سموّني بيض النعام... وهل بيض النعام له اسم؟! إذا كان بيض النمل .. مازن ... فالنعام .. فارس أو مقدام مثلاً... يا ويلي إن بحثت في معاني الأسماء لأصدقائي فسوف أضحك عليهم، وإذا كنت أنا بيض.. وبيض نمل.. ماذا يمكن أن يكونون؟!...
كنت في مشكلة واحدة... وأصبحت في مشكلتين... مازن واقـرأ، أسهل من أم محمد وبيض النمل... كيف سأخرج من المكتبة؟ ستسألني أم محمد حتماً عن معنى الاسم، فهي من أرشدني الى الكتاب وهي تعرف عن ماذا أبحث...
ماذا سأقول لها؟!.. أعتقد أنها لن تسألني فلا يبدو أنها فضولية الى ذلك الحد.. وإن سألت سأقول لها... إقرأ.. وسأكون حينها قد خرجت من المكتبة ..! لا.. سأقول لها أني لم أجد الكتاب وقرأت في كتاب آخر،... وإن سألت ما هو الكتاب الآخر؟! ستكتشف أني كذاب..
لا بد أنها تعرف جميع الكتب... سأذهب لاحضار كتاب آخر، وسوف أقول لها أني كنت أقرأ فيه...
ماذا أفعل الآن؟...
ولماذا أخجل؟
سأقول الحقيقة ...
نعم الحقيقة دائماً تنقذ، فهي ستعرف آجلاً أم عاجلاً...


