ديوان "حاء"؛ يخيل لقارئ شعر أديب كمال الدين انه إزاء عوالم حدسية لا يمكن الظفر بها مع أنها تعمل على غوايته من داخل الحرف و الكلمة و النص، و كلما هم باصطيادها انفلتت منه بزئبقية غريبة و بلذة كفيلة بسحبه أليها ، و هيامه بها،ومطاردته لها حتى آخر نقطة من نقاط ا
أنت هنا
قراءة كتاب حاء
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 3
(3)
خساراتي لم تعد تُحتمل
صرتُ أُقلّبُ أسماء المدن
فأجدها متشابهة كالموت
وأُقلّبُ أسماء الأزمنةِ والأمطار
والجروح والصواعق والنساء
فأرتبك
لأنّ جسدي الذي قام من موته عشرات المرات
وقلبي الذي قاوم العاصفة والدم والذهب
بكيا أمامي كطفلين يتيمين
واشتكيا لي من ضياع الحلم
بل صرخا من ضياع الحلم
وخرجا كمجنونين في الشوارع
فما الذي سأفعله سوى أن أعلن :
خساراتي لم تعد تُحتمل
لم تعد ·· لم تعد تُحتمل
ولذا سأعلنُ عن ترتيب الأنهار
لأجعلها تذهب من الجنوب إلى الشمال
لأخفف من آلامي ،
سأعيدُ ترتيب الغيوم
لأجعلها تسافر بالرسائل البريدية
لأخفف من عري طفولتي ،
سأعيدُ ترتيب الدموع لتكون أكثر غموضاً
حتى أعالج حنين منائري الذهبية
فلا يلحظ بكائي أحد
ولا يشمت فيَّ أحد ·