أنت هنا

قراءة كتاب حز القيد

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
حز القيد

حز القيد

تدخل رواية "حز القيد" في جنبات حياة الإنسان، كما تدخل خيوط النور خلسة بين فتحات الشبابيك..

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 1
إضاءة
 
لا يبدأ السجن بالدخول إليه، ولا ينتهي بالخروج منه، لأن السجن أوسع من مكان ناءٍ في أطراف الصحراء، وأكبر من جلادين يتلذذون بتعذيب البشر وإذلالهم، إنه حالة الخوف والشلل إزاء فكرة السجن·· لهذا تثير رواية (حز القيد) جملة من الأسئلة، وتتعمـد رغم وضوحها الظاهري أن تظل قولاً مضـمراً، يلمـح دون أن يصرح، ويشي دون أن يوضـح، ويوحي دون أن يشير، تاركـاً للقـارئ حـرية اكتشـاف الأمكـنة والأزمنـة، والأسماء والإشارات، وتأويل الأحداث والتفاصيل·
 
ولعل أولى الأسئلة التي يمكن أن تثار هي عن (قحطين) البلد الذي تقـع فيـه أحداث الرواية، والذي هو فضاء متخيل لا يتعين على خارطة الجغرافيا، لكن مضمر السرد يحيل القارئ إلى أزمنة ماضية أو حاضرة أو آتية أو ربما إلى أحداث بعينها وذكريات وشخوص ووقائع، وهي إذ تنوس بين تخوم البوح وأطلال الذاكرة، تحتمي بالمتخيل باعتباره فضاء الرواية الأوسع، لكن مناخ الخوف والترقب، والفقر والظلم، والشعور بالضآلة والتلاشي أمام سلطة باطشة ومهيمنة، وما يجـري في السجون مـن تعذيب وامتهـان لكرامة الإنسان، كل هذا يجعل من قحطين (حز القيد) حالة عربية قابلة للتعميم، ومرآة لأوطان كثيرة·
 
إن القيد الذي تتقصاه الرواية قد يكون واسع الدلالة، فهو ربما قيد مادي أو نفسي أو فكري··إلخ وهو قد يطبق على فرد أو على جماعة أو قـد يكون ربقاً يقيد وطنـاً كبيراً مثل (قحطين)، لكن (حز القيد) لا تكتفي بالدلالة على القيد، بل تفتح أفق الرؤية لتأمل آثاره الهائلة، فالقيد قد يزول، ولكن حزه يحفر عميقاً في النفس الإنسانية، ويترك في الداخل جرحاً غائراً ما ينفك ينزف ألماً وخوفاً، ورغبة يائسة في النسيان! لذا لا ينتهي القيد إلا بزوال الخوف الجاثم على النفس، وهذه هي نهاية القيد وبداية الحرية·
 
ناصر صالح الغيلاني

الصفحات