رواية "ليلة الجنون" للكاتبة الكويتية منى الشافعي؛ الصادرة عام 2008 عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر؛ نقرأ منها:
أنت هنا
قراءة كتاب ليلة الجنون
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
ليلة الجنون
الصفحة رقم: 5
(2)
في الصباح، خرجت مسرعة من غرفتي وكتبي تثقل حقيبتي، والدتي جالسة في صالة المعيشة تصب الشاي والحليب ورائحة الهيل تعبق في المكان، أحب هذه الرائحة، لكن؟ قبل صباح الخير، رددت أمي:
- وأيضا مسرعة كالعادة صباح الخير يا حبيبتي، الفطور، الحليب، الشاي·
بعجالة :
- صباح النور يا ماما، بالعافية، تعرفين دكتور خالد وكم هو شديد، لا يسمح للطلبة بالتأخير عن موعد المحاضرة، مادة التسويق صعبة وتحتاج وقتا، وانتباها، وتركيزا·
وأنا أطبع على خدها قبلة الصباح، أكمل :
- مع السلامة·
وهي تودعني، استدركت وكأنها تذكرت شيئا مهما فقالت وهي توصلني إلى الباب:
- الحمد لله يا ابنتي أنك لم ترتبطي بطارق فقد كنت أذكى مني لتكتشفي ألاعيبه·
لم أعلق، ابتسمت لمديحها واعترافها وخرجت·
وأنا أقود سيارتي في طريقي إلى كلية التجارة، اهتز المقود في يدي حتى إنني فزعت، شعرت بها وهي تملأ فراغ السيارة، وتلك النسمة الباردة التي أنعشتني، بجرس المنتصر همست :
- يا لك من داهية، لقد أحرجت أشهر محامي في الديرة حتى إنه تلعثم، وخرج دون أن يلقي تحية الوداع·
بخبث بدأت حواري :
- الحقيقة، أنت الداهية التي أَحرجته، وأمليت عليَّ تلك الحقائق والوقائع التي فضحت نواياه الشريرة، ولأنك استطعت أن تقنعي والدتي بأنه منافق وكذاب، ودائما يحاول التسلق على أكتاف الغير لينجح·
كنت قد وصلت إلى بيت ليلى، وعندما أوقفت السيارة، كانت تطل من النافذة، أما هي فغادرتني بخفة لم أشعر بها، دلفت ليلى إلى السيارة، متلهفة قبل التحية، صاحت :
- إحكِ لي بالتفاصيل المملة، ماذا حصل البارحة؟
كعادتي سألت :
- تريدين السيناريو والحوار بأدق تفاصيلهما؟
أومأت برأسها، ووضعت يدها اليسرى حول المقعد في محاولة لتستدير بكل جسدها إليَّ، وصمتت·
رددت بفرحة :
- إذن أنصتي، ولا تقاطعيني وكأنك كنت معنا البارحة·
وبدأت أستعيد المشاهد لأرويها:
- كان يجلس قبالتي، أما والدتي فتحاذيه على الكنبة (الصوفا) الحمراء الفارهة، بثقة عالية سألته :
- طارق·· قلت لأمي إنك بنيت لي بيتا فخما في الجابرية، مساحته 1000م2 طابقين وسرداب كبير، وحديقة تسورها أشجار النخيل البرحي(*) وهو هديتك الأولى لي بعد الزواج؟