أنت هنا

قراءة كتاب ليلة الجنون

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
ليلة الجنون

ليلة الجنون

رواية "ليلة الجنون" للكاتبة الكويتية منى الشافعي؛ الصادرة عام 2008 عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر؛ نقرأ منها:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 7
(3)
 
دخلت إلى القاعة مسرعة، صافحني وجهه الوسيم بابتسامة رائقة جذابة، أنيقة تلك البدلة الرمادية التي يلبسها، والقميص الأصفر، ورباط العنق الملون بألوان ربيعية، منذ عودته من أميركا إلى اليوم، وهو يفضل لبس البدلة، مرة واحدة فقط شاهدته بالزى الوطني الجميل، الدشداشة البيضاء الناصعة، والغترة المنشاة، والعقال الناعم، وذلك قبل سبعة أشهر، في الحفل الذي أقامته كلية التجارة بنادي الجامعة، احتفاء بالأساتذة الجدد، ودعيت له لأنني مسئولة اللجنة الثقافية في جمعية كلية التجارة، وهكذا بدأ التعارف بيننا، خلال تلك الحفلة نبهتني صديقتي ليلى قائلة :
 
- سارة، ألم تلاحظي أنك لم تنزلي عينيك عنه؟
 
وكأنني كنت في عالم آخر نسجته من خيالي، انتبهت لسؤالها، ابتسمت لها وبخبث الأنثى سألتها :
 
- وأنت ألم تلاحظي نظراته التي غسلتني؟
 
تذكرت هذه الأمسية الحلوة، لأبتسم وألقي تحيتي :
 
- صباح الخير دكتور، أرجو أن لا أكون قد تأخرت؟
 
وهو ينظر إلى ساعة يده، وبابتسامة كوردة الجوري البيضاء يقول :
 
- صباح النور سارة، أبدا، ما زالت هناك خمس دقائق·
 
التفت إلى زملائي وزميلاتي مرددة قبل أن أجلس في مكاني المعتاد:
 
- صباح الخير جميعًا·
 
لم تفارقني ابتسامتي طوال المحاضرة، كنت أوزعها على من حولي، الفرحة والبهجة تلازمانني طوال حديثه، وإحساس غريب يلامس قلبي كلما دنا منى ومن مكاني·
 
كانت المفاجأة عندما وزع نتائج الامتحان لنصف الفصل الدراسي، كاد قلبي يقفز ليستقر أمامي فقد وزع أغلب أوراق الطلبة، وورقتي لم تظهر، كنت خائفة لدرجة الموت، لكنني طمأنت نفسي فقد بذلت كل ما بوسعي لتكون إجاباتي واضحة ووافية ونموذجية، واثقة من النتيجة لكنني مع هذا كنت أرتجف·
 
عندما دنا مني، كانت عيناي تغسلان حذائي الأحمر الجديد، ووردته ذات الألوان المتداخلة، في محاولة لأبعد الخوف عني، نبهني صوته الجميل:
 
- سارة!
 
رفعت وجهي، نظرت صوبه بخوف ظاهر، وحياء شبه مستتر، شعرت بحرارة تطفو على بشرتي، ليحمر خداي·
 
أكمل بهدوء :
 
- سارة مبروك، أعلى درجة (A)·
 
لم أصدق، ازداد ارتجافي، تناولت ورقتي ويدي ترتعش، حاولت جاهدة أن أخفي ارتعاشة يدي، لكنه أردف :
 
- تستحقين يا سارة أكثر، إجاباتك بمنتهى الدقة والموضوعية·
 
يلاحظ الارتعاشة، يبتسم وبنبرة مريحة :
 
- أتمني أن أرى هذه الدرجة في الامتحان النهائي·
 
هدأت أعصابي قليلاً وأنا أتفحص ورقتي الثمينة، بحس مبتسم:
 
- إن شاء الله يا دكتور، سأحاول·

الصفحات