رواية "ليلة الجنون" للكاتبة الكويتية منى الشافعي؛ الصادرة عام 2008 عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر؛ نقرأ منها:
أنت هنا
قراءة كتاب ليلة الجنون
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
ليلة الجنون
الصفحة رقم: 8
(4)
في طريقي إلى البيت، الشارع ممتد أمامي، لأول مرة، الطرقات هادئة من زحمة السيارات، نظرت إلى الساعة التي تتصدر مقدمة السيارة، العقارب تشير إلى الثالثة والنصف عصر يوم الأربعاء نهاية الأسبوع·
خففت من سرعتي، تذكرت حديث ليلى اليوم في الكلية حين قالت:
- سارة، لا أدري، يوسف يتصرف بشكل غريب هذا الاسبوع، كلما يذكر اسمك ألاحظ أنه يغير الموضوع ويبدي عدم اهتمام، ويظهر على ملامحه الضيق·
لم أعط الموضوع حجما كبيرا، لكنني أجبتها :
- ليلى لأنك صديقتي الحميمة، تكونين دائما حساسة من أي تصرف يقوم به يوسف، هل تعتقدين أنه من المحتمل أن يسيء إليَّ؟ الحقيقة، أنا لا أعتقد ذلك أبدا·
أخذت أفكر بما قالته ليلى، مع أنني كنت غير مكترثة بحديثها· وإذا بنسمة هواء باردة منعشة، تدخل من نافذة السيارة، يرتعش جسدي، أنتبه لوجودها حولي، بشيء من الجدية تهمس :
- أحذرك من يوسف، ما قالته ليلى ليس شيئا طبيعيًا، ألم تلاحظي تصرفاته الأخيرة، ألم تلاحظي أن شيئا من الغيرة، بدأ يلون علاقتكما·
قبل أن أطرح عليها سؤالي:
- تحذرينني من يوسف، المعجب، المدله في حبي؟ غير معقول لماذا؟
كانت قد تسربت بخفة فراشة، وتركتني مشوشة الفكر، أستحضر يوسف الصديق، الطالب الجاد الذكي المتفوق، لا يخلو وجهه الأسمر من وسامة، شخصية مرحة محبوبة، يحلم بفتح مركز لخدمات الكمبيوتر، ذلك الجهاز الذي بدأ بالظهور، وأخذنا نسمع عنه، يحلم بأن يصبح على حد تعبيره (الاقتصادي الأول في الكويت ومنطقة الخليج العربي)· عندما نجلس نستذكر دروسنا في كافتيريا الكلية، كان معظم حديثة عن طموحه الاقتصادي، يمازحني حين يقول :
- بعد أن يشتهر المركز عالميا، سأتعطف عليك بوظيفة بسيطة في المركز، لكنها محترمة، لا تخافي، ستليق بذكائك، وإذا أثبت جدارة، ستحصلين على ترقية من المدير·
ويدق بيده على صدره، يضحك بصوت مرتفع، ليكمل :
- كمساعد مدير مثلا، ها، ها، بشرط أن توافقي، أن تكوني، تكوني··
وهنا أقاطعه وبنبرة مازحة ضاحكة:
- يوسف أنت لا تناسبني، نحن مختلفان، لكننا كصديقين رائعين·