رواية "ليلة الجنون" للكاتبة الكويتية منى الشافعي؛ الصادرة عام 2008 عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر؛ نقرأ منها:
أنت هنا
قراءة كتاب ليلة الجنون
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
ليلة الجنون
الصفحة رقم: 9
يبتسم، نضحك معا، ينظر كل واحد منا إلى ساعته، ننهض بخفة مسرعين، وأنا أتمتم :
- يا إلهي، دكتور فهد لا يحب التأخير، باي باي يوسف·
وأنا أجري·
يوسف تزداد سرعته، يقول :
- مذكراتي في السيارة، والمحاضرة اليوم في المكتبة، بين المراجع والمصادر، إنها تفضل أن نتعلم كيف نبحث بأنفسنا، ونتدرب أمام عينيها، لترشدنا إلى طرق البحث الصحيحة و··
لا نزال نسرع الخطى قاطعته:
- دكتورة سهام؟ سمعت الكثير عنها، أتمنى أن أسجل عندها الفصل القادم، يقولون إنها دنيا من الأبحاث، ما شاء الله، امتلأت المكتبة بمؤلفاتها وإنجازاتها·
رد بعجالة :
- ماذا قلت؟ (دنيا من الأبحاث)؟ ياله من وصف رومانسي، على كل حال هذا كلام شعراء، بالمناسبة لا تخافي سأزكيك عندها الفصل القادم لأن العدد محدود، وهي تفضل المتميزين مثلي فقط·
أسرع، حوّل وجهته إلى مواقف السيارات حتى لا يسمع تعليقي·
هكذا كانت علاقتي مع يوسف، ضحك ومرح وكثير من الدعابات، وأهم شيء الصراحة التي تغلف علاقتنا، لذلك لا أعتقد أن يوسف كان من الممكن أن يضرني، أو يؤذيني في يوم من الأيام·
بعد تفكير مرهق، تذكرت بعض المواقف، ذات مرة طلبت منه :
- يوسف، انتظرني قليلا، سأصور بعض الأوراق الخاصة للدكتور خالد·
بشيء من الضجر :
- أوف سنتأخر يا سارة، ثم لماذا هذا الاهتمام بخالد وأوراقه؟
لم أنتبه لما بين هذه المفردات من دلائل خفية فقد انهمكت في التصوير·
ونحن نتجه إلى قاعة الدرس، كان صامتا على غير عادته، ثم فجـــأة !:
- سارة، إنك تضيعين كل يوم، مالا يقل عن ساعتين، على طلبات دكتور خالد الخاصة، تصوير، إحضار كتب من المكتبة، تلخيص بعض الموضوعات التي تهمه، و·· و·· و··
بعفوية يفلت لساني:
- يوسف، هذه الخدمات البسيطة يستحقها دكتور خالد منا جميعا، إنه يبذل كل ما في وسعه لتبسيط المادة، ومساعدتنا على استيعابها، وهذه الأمور تساعدنا نحن الطلبة ولصالحنا، ثم لماذا بدأت تكره هذا الدكتور بعد أن كنت تمتدحه في كل مكان؟
متلعثما يجيب:
- أبدا يا سارة، لكنني فقط أحاول أن أنبهك لبعض الأمور، ثم إن مادته صعبة وجافة·
لم أعلق، تركته يثرثر لأنني لم أهتم بحديثه، ودلفنا مسرعين إلى قاعة الدرس·