تجتمع الفنون جميعها في فن واحد تنضوي تحت عباءته، وتقدّم نفسها في رسالة واضحة الدلالة؛ الوحدة، والتعاضد، والتعاون. تجتمع مكوّناته الأساس لتكون فنًّا واحدًا يخاطبنا، ويمتّعنا. يضحكنا ويبكينا. ينتقد سلوكاتنا السلبية ويثني على الإيجابية.
أنت هنا
قراءة كتاب أبو الفنون
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 9
"ما هو الراس عايب"
"الفشل من بره واضرب يا خره"
"حط راسك بين هالرؤس وقول يا قاطع الرؤوس"
"لا يصلح العطار ما أفسده الدهر"
"إذا انجنوا أهل بلدك عقلك بنفعكش"
"لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم"
"هيك مزبطة بدها هيك ختم"
المسرحية تتحدث عن الواقع الفلسطيني المر الذي عاشه ويعيشه هذا الشعب، والذي استغل الكثير منه دماء الشهداء، وحقوق أناس قروا فوق الآلام والأحزان، وهموم البعض الذين وثقوا بأولئك البشر، فمن مرحلة ما قبل الصغر إلى مرحلة ما بعد... الرقم غير معروف من شراذمة ورويبضة إلى منفذين ومتحكمين ومستفيدين من الحاجات والأوضاع الاجتماعية الصعبة بدون إنسانية، أو عقيدة، أو وازع من ضمير.
المسرحية صرخة أتمنى أن لا تضيع بواد، إذ إنها لمسة صحية معبرة عن نوع من السرطانات المميتة، والتي ستكتشف يومًا، إن عاجلاً أم آجلاً، عندئذ فلا ساعة ندم، ولا ينفع الندم إذا زلت القدم، ويا ريت الشغلة مصاري وبس، صارت شغلة عرض وشرف وضياع، فهذه كوثر ويا ريت سيدي عزام ما سماها كوثر إلا أذا كانت هناك حاجة في نفس يعقوب قضاها، المهم كوثر هذه الحلوة الكل طالب ودها ورضاها، اللي عازمها على العشاء، واللي السفر معه إلى فرنسا وأميرتنا علشان شو. قالوا لجحا يومًا: في بلدك حريق. قال: المهم حارتي سالمة. قالوا: هي في حارتك. قال: المهم أهل داري. قالوا: هي في دارك. قال: المهم "قفاي" سالم.
ثم يا أخي عن المشاريع حدث ولا حرج، مشروع القطن والزبيب، وقبل مدة سمعت عن مشروع الخيار.
"قفل 12طقة"
أقول ما قال الشاعر محمود درويش مع الاعتذار إن أخطأت:
"أيها المارون من بين الكلمات العابرة
ليس لكم ما يرضيكم هنا
هيا اخرجوا
من أرضنا
من بحرنا
من ملحنا
من زرعنا
من جونا
واخرجوا"
وكما يقول المثل "مثل البسة جاعت وأكلت اولادها"، وكما يقول المثل "النار ان ما لقت شي تأكله تاكل حالها". و"اللي ايدو في النار مش زي اللي ايدو في المية".
يتاجر المتاجرون بكل وسيلة بارزاك هذا الشعب، وتسن القوانين مراعاة لذوي النفوس. ترى إلى متى وجمعيات حقوق الإنسان والحيوان بين ظهرانينا، وكليات الحقوق تزج الخريجين إلى سوق البطالة، والمنادون بالشعارات الرنانة للانتخابات المختلفة إلى متى؟...؟ ويكتب المثقفون والمبدعون والناقدون وتبقى كتبهم تزين الرفوف، بل وتزين عربات بائعي الترمس والفول والكعك والفلافل والزعتر اللي نصه ملح، غش وسلب وتحايل على الغلابا والمسخمين واللي ما لوش ظهر.
الشيخ إبراهيم يطور الوطن وينمى اقتصاده بكثرة الأولاد، ومدير الشركة يمون الوطن. المسرحية عالجت وضعًا اقتصاديًّا واجتماعيًّا وسياسيًّا مهمًّا، فهل يقرأ قادة هذا الوطن مثل هذه الكتب وغيرها؟ وهل تعالج تلك القضايا بمفهوم أدل لمصلحة المواطن؟ وهل تنظر إلى النقد الذاتي، وتراعي المصلحة، وتضع كل رجل مناسب في المكان المناسب؟ أم نتباكى على الجراح والآلام ونصف التضحيات بالواجب وحب الوطن؟ ونصف المتاجرة بالدم، بالمصالح ونبكي على الامتيازات ورصيد البنوك.. الخ. هذا المجهود والتعب الشخصي، ولكل مجتهد نصيب، ونصف الفقراء والمعدمين بالكسل وعدم القدرة على التكييف.