أنت هنا

قراءة كتاب الجملة معناها وأقسامها عند النحويين والبلاغيين

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الجملة معناها وأقسامها عند النحويين والبلاغيين

الجملة معناها وأقسامها عند النحويين والبلاغيين

كتاب (الجملة معناها وأقسامها عند النحويين والبلاغيين)؛ لقد تناول هذا الكتاب الجانب النظريّ في دراسة الجُملة، حيث جمعت فيه كثيرًا من أقوال العلماء: قدامى ومحدثين، وقابلتها مع بعضها بعضًا وناقشتها، مبديًا الرأي فيها، ترجيحًا وتقوية.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار الجندي
الصفحة رقم: 5
ومن التعريفات المعاصرة للجُملة، تعريف إبراهيم أنيس القائل: "إنَّ الجُملة في أقصر صورها هي: أقل قدر من الكلام يفيد السامع معنى مستقلاً بنفسه، سواء تركب هذا القدر من كلمة واحدة أو أكثر"(10). أمّا خليل عمايرة، فيرى أنَّ الجُملة هي: "الحد الأدنى من الكلمات التيتحملمعنى يحسن السكوت عليه"(11)، بينما نظر إليها إبراهيم السامرائي على أنها قضية إسنادية، بصرف النظر عن نوعها، فيقول: "الجُملة كيفما كانت اسمية، أو فعلية، قضية إسنادية، والإسناد اللغوي علاقة وارتباط بين طرفين موضوع ومحمول، أو مسند ومسند إليه"(12).
 
أمّا مبارك مبارك، فيقول في تعريف الجُملة هي: "الصورة اللفظية الصغرى للكلام المفيد في أيّ لغة من اللغات، وهي المركب الذي يبين المُتكلم به أنّ صورة ذهنية كانت قد تآلفت أجزاؤها في ذهنه، ثمّ هي الوسيلة التي تنقلُ ما جال في ذهن المتكلم إلى ذهن السامع. والجُملة التامة التي تعبّر عن أبسط الصور الذهنية التامة التي يصح السكوت عليها تتألف من ثلاثة عناصر رئيسة هي: المسند إليه، والمسند، والإسناد، وهو الارتباط بين المسند والمسند إليه"(13).
 
وعرّفها ياسر الملاح بقوله: "أمّا الجُملة، فهي الصورة اللفظية لنقل المعنى"(14). ورأى مهدي المخزومي أنّ الجُملة هي التركيب الذي يعبر عن فكرة تامة، ويدل على معنى يحسن السكوت عليه(15). وذهب محمد عبادة إلى تعريف آخر قائلاً: "هي أكبر وحدة نحوية تقبل التحليلاللغوي، فالفعل ومتعلقاته، والاسم وتوابعه المذكورة في النص تمثل الجُملة، وليس الفعل والفاعل أو نائبه أو المبتدأ والخبر وحدهما"(16).
 
وإذا أمعنّا النظر في هذه التعريفات: القديمة منها والحديثة، نجد أنّها تدور حول القضايا الآتية:
 
أولاً: إنّ الكلمة، أو الكلمات- التي هي مادة بناء الجُملة- يتآلف بعضها مع بعض مكونة مادة يتلقاها المستمع، فيستقر عنده المعنى، ويطلقون على هذه الكلمات المتآلفة مصطلحات الفعل، والفاعل، أو نائبه، أو المبتدأ والخبر، أو المسند والمسند إليه، أو الموضوع والمحمول، أمّا إذا كانت الجُملة مكونة من كلمة واحدة، يحسن السكوت عليها، وتعطي السامع معنًى مفيدًا، فلا بدّ لها من كلام آخر تستند إليه، فعلى سبيل المثال، يأخذ السامع من كلمتي (نعم)، أو (لا)، معنى مستقلاً إذا كانتا جوابًا عن سؤال، أمّا إذا كانتا غير ذلك، فلا أعتقد أنّ السامع ينال ما يرجوه منهما، فمثلاً إذا قلنا: هل تفوّق يوسفُ في المدرسة؟ تكون الإجابة بوساطة حرفي الجواب (نعم)، أو (لا)، فهنا تفيدان معنى للمتلقي، وهذا هو الهدف الأساس للجُملة، بصرف النظر عن عدد كلماتها.
 
ثانيًا: الإفادة: فالكلمة المستعملة التي بطبيعتها لها معنى مفيد للمُستقبِل، عندما تنضم إلى أخواتها تتشكل الإفادة التي تُرتجَى. يقول الرُّماني: "وتكون الفائدة حاصل الكلام المفيد، أو الكلمة المفيدة، والفائدة في ذلك ما يصار من ذلك إلى معنى مفيد دال على شيء بعينه أو حال بعينها"(17). لأنّ للجُملة هدفًا يتمثل في نقل معلومة يستفيد منها السامع أو القارئ(18).
 
ثالثًا: الربط بين الكلمات- مادة بناء الجُملة- وعُرِف هذا الربط باسم الإسناد، ويرى الباحث أنّه علاقة وهمية تربط عناصر بناء الجُملة ببعضها بعضًا، وهو عنصر أساس في تكوين الجُملة، لا يُسْتغنَى عنه، وبخاصة إذا أردنا بناء عبارة يحسن السكوت عليها. وهو عند الشريف الجرجاني، (ت.816هـ)، "عبارة عن ضم إحدى الكلمتين إلى الأخرى على وجه الإفادة التامة، أي على وجه يَحْسُـن السكوت عليه"(19).

الصفحات