أنت هنا

قراءة كتاب أبو علي الغالب

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
أبو علي الغالب

أبو علي الغالب

في رواية "أبو علي الغالب"؛ نرى أن السيطرة عليهم من خلالها لم يغال الأب السيد بذلك الشعور بالظفر حين أىرى كشفت أضواء المصابيح الأمامية لسيارتي التويوتا عن سكان الزقاق الجالسين في عتبات بيوتهم.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 6
 في الظلام شعر بأوجاعه تخرج من تحت الجلد، تلك الأوجاع التي أورثها له الرفيق علاء بلكماته التي لم يتوقعها، فهو لم يكن ليصدق أن الرفيق علاء يفقد ذلك الاتزان المعروف به ويهاجمه بهذه الضراوة. إنّه يمزح معه دائما، وكان الرفيق يبتسم لهذا المزاح، فما الذي حدث ليثور الرفيق فجأة؟ ربما هذه هي المرة الألف التي يطرح فيها هذا السؤال على نفسه. لم يكن قد أصيب بالحيرة بعد وإنّما بنوع من الغضب الذي يبرع بكتمه عن الآخرين. إلا أن غضبه لم يكن ينصب على الرفيق علاء فقط، بل على المدير العام مهدي عباس الذي رأى الشجار من أوله وحتى النهاية، وأصر على أن يذهبا إلى مركز الشرطة ليحلا مشكلتهما. كان يعرف أن الذهاب إلى مركز الشرطة سيحول هذه المشاجرة التافهة إلى فضيحة ستملأ الدنيا. تساءل بصوت مسموع: والآن من سيوقف الألسنة عن القيل والقال؟ كان أبوه السيد قد حذره مرارا من المزاح، ومؤكدا أن لا شيء يسقط هيبة الرجل سوى المزاح.. وها هو المزاح لم يسقط هيبته فقط وإنما أسنانه الأمامية أيضا. تلمس بأصابع يده وجنتيه المتورمتين فقدر أن انتفاخيهما ليس كبيرين. خلال كل الوقت الذي أعقب تلك المشاجرة في ممر الطابق الثاني لدائرته كان ألمه ينتقل من وجهه إلى قلبه وروحه. كان يحس بأن ذلك الألم ينمو في أعماقه مثل شجيرة عاقول ذات أشواك لا تكف عن نخسه.
 
تساءل بخوف: كيف يمكن له أن يتقي شر كل هذه الكلاب؟ كانت كلاب ضخمة لا عدَّ لها تملأ ساحل النهر إلى مسافة بعيدة، وكانت كلاب أخرى تحتل كل الأرض المجاورة للنهر. فكر أنه لا يمكن الإفلات من هذه الكلاب إلا بعبوره إلى الجانب الآخر من النهر، لكنه ما إن حاول البدء في العبور حتى رأى أعدادا من الكلاب ليس في الوسع عدها قد ظهرت فجأة على ذلك الجانب. اكتشف أن الكلاب قد انتهت من الإحاطة به. رأى أنها تتقدم نحوه مكشرة عن أسنانها من دون أن تطلق نباحا. قال مرعوبا: ستأكلني هذه الكلاب.. حاول أن يدافع عن نفسه.. لكنه استيقظ على هزات زوجته لذراعه.
 
- ما الأمر يا أبا علي؟
 
جلس على الأريكة وأخذ ينظر في كل الاتجاهات.. سألها:
 
- أين النهر؟ أين الكلاب؟

الصفحات