في رواية "أبو علي الغالب"؛ نرى أن السيطرة عليهم من خلالها لم يغال الأب السيد بذلك الشعور بالظفر حين أىرى كشفت أضواء المصابيح الأمامية لسيارتي التويوتا عن سكان الزقاق الجالسين في عتبات بيوتهم.
أنت هنا
قراءة كتاب أبو علي الغالب
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 7
- إذن كنت تحلم؟ لقد ملأت الدنيا صراخا..
- رأيت آلاف الكلاب التي كادت تأكلني.
- هؤلاء هم أعداؤك. أمضى تلك الليلة في نوم غير مريح لكثرة الأحلام المزعجة التي غزته في المنام. في الصباح زاره مدير الإدارة وعدد من الموظفين. كان الكثير منهم قد جاء ليتأكد من الخبر الذي تناهى إليه من أن أبا علي الغالب قد تشوه وجهه، يعني أنهم جاءوا ليشبعوا فضولهم أو ربما شماتتهم، كما سيكون لديهم أمر يصلح للقيل والقال طوال اليوم. سألوه كثيرا ولم يتركوا أي شيء مهما كان غير ذات أهمية من دون أن يسألوه عنه. من خلال ذلك الحديث الطويل الذي دار بينه وبين عواده اكتشف أنهم يعرفون كل ما حدث، حتى ما جرى في مركز الشرطة. خلال خروج عواده استوقف مدير الإدارة وسأله:
- كيف عرفتم ما دار في مركز الشرطة؟
- الرفيق علاء جاء هذا الصباح وأخبرنا بكل شيء.
سأله بدهشة:
- إن وجبة عمله في المساء، فما الذي جاء به في الصباح؟
- جاء لزيارة المدير العام.
بعد ذهاب مدير الإدارة عصفت البلبلة في فكر أبي علي الغالب جراء هذا الخبر. هو على دراية بالكراهية التي يتبادلها المدير العام والرفيق علاء، فماذا تعني هذه الزيارة؟ ولماذا جاءت في هذا الوقت؟ يعني بعد المشاجرة بينه وبين الرفيق علاء؟ أهي مؤامرة حاكها الاثنان ضده؟ شعر أن رأسه بدأ يتصدع وأنه على وشك الانفجار، جراء الظنون والشكوك التي بعثتها هذه الزيارة الغريبة. عند هذا الحد وجد، أو في الحقيقة آمن أن كل الذين يحيطون به يتمنون تقطيعه بأسنانهم. لم يكن هذا اكتشافا جديدا تعثر به بالمصادفة، بل هو إيمان قديم يرقى إلى أيام الطفولة التي أمضاها في مدينته الصغيرة، تلك المدينة التي ناصبت عائلته عداءً غير معلن استمرَّ منذ ذلك الحين ولحد الآن.