أنت هنا

قراءة كتاب أبو علي الغالب

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
أبو علي الغالب

أبو علي الغالب

في رواية "أبو علي الغالب"؛ نرى أن السيطرة عليهم من خلالها لم يغال الأب السيد بذلك الشعور بالظفر حين أىرى كشفت أضواء المصابيح الأمامية لسيارتي التويوتا عن سكان الزقاق الجالسين في عتبات بيوتهم.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 8
قرر أن يذهب إلى الدائرة ليعرف ماذا جرى في غيابه خلال هذا اليوم. كان يعرف أن زميلاته وزملاءه في العمل قد نهشوه من غير رحمة. قبل أن يخرج من البيت تفرس في وجهه بالمرآة. لم يمنع زيت الزيتون الذي مسحت به زوجته الكدمات الحمر من التحول إلى لون أزرق مسود تحيط بعينيه الاثنتين. حاولت زوجته أن تثنيه عن عزمه في الذهاب إلى الدائرة، لكنها لم تفلح.. قالت:
 
- لماذا تعطيهم الفرصة ليشفوا غليلهم منك؟
 
- بالعكس بوجودي بينهم أفسد متعتهم تلك.
 
اجتاز الزقاق واضعا نظارة شمسية سوداء كبيرة حجبت نصف وجهه. لم تكن بناية الدائرة تبعد كثيرا عن بيته. تجنبت موظفة الاستعلامات النظر اليه من أجل أن لا تجعله يشعر بالحرج، لكنه وقف أمامها وحياها تحية الصباح، بصوت أجهد نفسه في أن يحمله مشاعر ود وصداقة. ردت تحيته بلهجة هادئة ومحايدة، يعني أنها لم تسأله عما حدث له عشية ليلة أمس، كما لم تتمن له الصحة والعافية.
 
كان الذين قد رأوه في غرفة الاستعلامات قد نقلوا خبر مجيئه إلى غرف الطوابق الأربعة التي تتألف منها بناية الدائرة. تسلق السلالم إلى الطابق الثاني الذي يضم مكتب المدير العام وسكرتيرته وحانوت القهوة والشاي الخاص به، أما ما تبقى من الطابق فقد شغلته أقسام الإدارة والذاتية والحسابات وقاعة الاجتماعات. دلف إلى مكتب سكرتيرة المدير العام التي لم تكن موجودة في تلك اللحظة. فكر: هل ينقر على باب المدير العام كاستئذان في الدخول؟ قبل أن يتوصل إلى قرار انفتح باب المدير العام عن السكرتيرة التي أغلقت الباب وراءها، ابتسمت له وسألته بعد أن جلست وراء منضدتها:
 
- كيف الصحة؟ أرجو أن تكون بخير.
 
- الحمد لله.
 
تراءى له أنه لمح شبح ابتسامة قد طاف في وجه السكرتيرة التي تضع نظارة طبية سميكة العدسات على عينيها. تجاهل تلك الابتسامة التي لم يكن متأكدا هل هي للسخرية أم للشماتة.

الصفحات