أنت هنا

قراءة كتاب البيضة السوداء

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
البيضة السوداء

البيضة السوداء

من الرواية:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 1
(1)
 
استفزتني بشكل غـريب... استفزتني كي أقف وأتجه إليها مباشرة... هي قبالتي تتربع وسط الطاولة في صالة الطعام، إنهـا كالثقب الأسود..! بدأت تمتصني كي أقف وأتجه إليها هناك، أشعر وأنا فـي مكاني بغرفة الضيوف أنها امتصـت الألوان المحيطة بها أيضا، هذا غـريب شعـرت بـأنني طفل صغيـر لا يـرى إلا لوناً واحـداً.. الأسود ؟
 
شعرت بالحرج فـي البداية، ولكن غياب المضيفة إلـى المطبخ جعـل أرجلي تتحرك فعـلاً وتتجه إلى هنـاك.. بيضـة سوداء مـوضوعة بين عشرات البيـوض الأخرى الملونة بآلاف الألوان، بيضـة خـالصة السواد نقيـة.. ليس بهـا شائبة ولا عيبا، كتلـة من السـواد الحـالك.
 
كـم حلمـت بهذه البيضة منـذ سنـوات طـوال ! حلمـت بأن أجـدها فـي مكـان ما من هـذا العـالم. لا أثر للسـواد على إصبعي، إنـها ليست ملـونة... معقـول ؟
 
وزنهـا تقـريباً منـاسب، يخيـل إليّ أنهـا أثقـل قليـلاً.....!!؟
 
سـوف أقارنها مع شقيقـاتها، أشعر بالفعـل أنـها بنفس الوزن.. أو أثقل قليـلاً... !!
 
لا لا يمكـن ذلك.. لا يمكن أن أقوم بذلك بعـد أن وجدتهـا... هـا ها أنت تمـزح لن أحطمها كي أتـأكد أنها حقيقيـة أم لا.
 
يـاه ما أجملها.. بيضتـي السوداء.. امتصـت كـل الألوان المحيطة بهـا ومـن حولـي أيضاً، بـدأت رؤيتي تتحـد معهـا فـي عنـاق ضـوئي مبهـم.
 
مـن حسن حظـي أنّني كنـت مـن أوائل الحضـور إلى الدعوى في احتفـال عيـد البيض كما كنـا نكنيه فـي بلدي بعيـد الفصـح المجيـد...!!! احتفـالات البيـض الموقرة...!؟
 
لمـاذا تذكـرني الآن هـذه البيضة بآلاف المـواضيع والقضـايا الأخرى الـتي قـد عشتهـا في السـابق... ؟ أو أو حتـى قـد فكـرت بهـا ؟ أشعـر الآن كأنها مخـزن أفكاري وذكـرياتي...! أو أنها حقـاً وفـي دقـائق معدودة سحبت أفكاري وذكـرياتي مـن داخلـي، كـأنها حقيقة ثقـب أسود فـي السمـاء يسحـب كـل مـا حوله مـن كويكبات وذرات صغيره إليـه ؟
 
واضح أنني أتخيل ذلـك وحـدي... لا أدري لماذا جـاءتني هـذه الفكـرة الآن، بـأنني حين مددت يدي إلـى قنّ الدجـاج لسـرقة البيـض كـانت هنـاك بيضـة سـوداء تتـربع بيـن البيضات الأخرى.. !!
 
وأنّ البيضة التـي أنطقـت محمـوداً فـي السجـن هـي أيضاً بيضـة سـوداء، حـين فقست بيـن يديـه، حتـى إنّ البيضـة التـي أتت بالفكـرة لعباس كـانت بيضة سـوداء أيضـاَ..!!
 
لا أعـرف أنّهـا مجـرد هـواجس داخلـة، ولكـن فـي الحقيقـة أننـي كنت دائمـا حـين أذهب لشـراء البيـض من البقالات أبحـث في صفـائح البيـض السفلـى عن بيضـة سـوداء ولـو كـان ذلـك بالصـدفة، ولكـن حتـى الآن لم اشتـرِ طـوال عمـري الـذي أتـذكره صـفيحة البيض العلوية.
 
مـارجا قادمة مـن المطبخ مـع أكـواب القهـوة، وبـدأت تتحـدث معـي، قبـل أن أراها كانت تتحـدث عـن عـدد القـادمين إلى حفلتهـا، كـدت أن أخفـي البيضة السـوداء فـي ملابسـي ولكـني آثرت أنْ تـراني أحـمل البيضـة بين يـدي، بدأت تضحك حـين رأتني، وقـد علقـت قائلة.. أليست جميلة.. سـاحرة. بالرغـم من أنّ اللـون الأسود يـوحي لبعض الناس بالتشـاؤم.
 
تجنبـت أن أدخـل فـي نقـاش معهـا، وقد خفت أن أشـرح لهـا فكـرتي، لذا آثرت الصمـت، وبشكـل مفاجئ حـتى لـي أنا نفسـي، طلبت منـها الاحتفـاظ بالبيضة، وانتظـرت الجواب بخوف مـن أن ترفض، ولكنهـا ببساطة قـالت لي يمكنك الاحتفاظ بهـا كمـا تشـاء، قمـت مـن وقتي واتجهت مباشرة إلى مكـان تعليـق المعـاطف في مدخل البيت وهي تلاحقني باسمة بنظـراتها، وقد شعـرت بالارتيـاح عـل محيـاها حيـن أخـذت البيـضة....؟

الصفحات