أنت هنا

قراءة كتاب الحاسة صفر

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الحاسة صفر

الحاسة صفر

"الحاسة صفر" يتناول فيها تجربة خروج المقاومة الفلسطينية من بيروت بعد الاجتياح الإسرائيلي صيف عام1982 وما تلاها من تشتت المقاتلين الفلسطينيين في منافي الدول العربية وانهيار خيار الكفاح المسلح من أجل استرداد فلسطين.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 8
ماذا سيفعلُ مالك الحزين حين يعلم أنَّ جثَّة زوجته ألقيت في الماء طعاما للسَّمك ودود البحر؟
 
كانت سمراءَ أقرب إلى الرِّجال منها إلى النِّساء....لكنَّها كانت الأنثى الوحيدة وسط حشد الرِّجال المنعزلين عن العالم على خطوط التَّماس.
 
اختارت مالكاً من بين الجميع، ولو قدِّر لهُ أن يختارَ في ظروف أخرى لما اختارها أبداً.
 
تزوَّجا بهدوء، وبقيا طوال عامٍ متَّفقينِ على ألاّ يُنجبا أطفالاً، وحين قرَّرا ذلك أخيراً، اكتشفا أنَّهما غيرُ قادرين على الإنجاب، فاستسلما للقدر، وتركا دفَّة السَّفينة للرِّياح توجِّهها كيفما تشاء....
 
عشر دقائق أخرى قبيل الموت....
 
كنت أعتقد أنَّ فلسطين ستبتلعني مثلما ابتلعت ملايين الرِّجال قبلي، وأنَّني لن أعود من رحلتي تلك أبداً، ولن تلتقي عيناي بعينيْ مالك كي تخبراه بذلٍّ وانكسارٍ عمَّا جرى لسارة في البحر
 
شددت على ماسورة البندقيَّةِ وفكَّرت:
 
"منذ أن خلق الله الأرض وما عليها وهذه الأرض لا تشبع دماً".
 
هبط الظَّلام وأشعلت المدينة المجهولة أنوارها في البعيد.
 
"الموت أكثر رحمة من الأسر...." فكَّرت: "الموت يعني أن تغمض عينيك لحظة، وتموت، أمّا الأسرُ فهو أن تبعث من الموت كلَّ لحظة لكي تموت....".
 
تحسَّست السِّلسلة الذهبيَّة في عنقي وخارطة فلسطين وتذكَّرت حليماً، لا أدري لماذا كنت أشعر بالأمان كلَّما أمسكت بها بين كفيَّ، وكلَّما تذكَّرت حليماً.
 
كان لا بدَّ من محاولة استعادة اللفافات بأيِّ ثمن مهما كان باهظاً، وتمنَّيت في سرِّي لو كان حليم يومئذ معنا، كنت أدرك تماماً كم كان يمكن أن يكون مهمَّاً في مثل هذا الوقت بالذَّات، على الأقلِّ بالنسبة لي.

الصفحات