أنت هنا

قراءة كتاب إنزياحات أخرى

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
إنزياحات أخرى

إنزياحات أخرى

من خلال كتابه " انزياحات أخرى "  الصادر عن دار فضاءات للنشر والتوزيع في عمان .جاء الكتاب معنونا بـ " نصانيات"، وهو اقتراح شكل وبنيوي جديد ، يطرحه الدكتور محمد الأسدي ، رافعا لغته النثرية إلى أقصى درجات الشعر ، ومخلصا شعريته من روحها لتنـزل على النثر ضيفة رب

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 1
تحوّلات الخطاب الشعري العربي
 
ما بعد الأبواب ـ ما بعد الحداثة
 
[[ 1 ]]
 
الشعر العربي وولاية العهد
 
السيـاب .. نازك .. البريكان .. الجـواهري .. نـزار .. عبد الصبور .. دنقل .. الماغوط .. درويش .. قبيلة مؤسطرة وسلالة منقرضة .. ذراري هوميروس وفرجيل ودانته .. أبي تمام والمتنبي والمعري .. شكسبير و طاغور ولوركا .. كردوس من الرائين اختلفت مساراته والتقت في منطقة الإبداع الناسك والوعي القارئ و الحراك المنتج في الذاكرة الجمعية .
 
وضع السيّاب اللبنات الأولى في جدارية الحداثة ، لم يكن ـ بالطبع ـ نهاية البناء ، كان بدايته المُثلى ، القادرة على الاستمرار والتنامي ، قدم مُقتَرَحاً نابعا من سلم التطور الطبيعي للنص العربي ، توكيدا لحضور الماضي وقطيعةً معه في آن معاً ، وهذا وحده الكفيل بنجاح أية مقترح نصي ناشئ .
 
إن " في السوق القديم " ـ تحديداً هي الحلقة المفقودة في تاريخ النص العربي بين التَّشَوُّف المؤذِن بانفتاح النص الأدبي العربي على الخطابات والبنى المعرفية والرؤى أو السبات بكفالة المتَّفَقِ عليه ، أي بين تحَقُّقِ الكتابة و مقاربة المثال ويُحْسَبُ له في هذا السبيل قدرته ـ في فترة التأسيس وغياب المرجعيات ـ على أن يتقدم بأسلوبه ويتخطي مرحلتي " أزهار ذابلة " و " في السوق القديم " بشأوٍ بعيد ، بمغايرات مثل الأنشودة والغريب والشناشيل والأسلحة والأطفال والمومس العمياء وحفار القبور ، على الرغم من كل ما شابها من إخفاقات المبادرة ، وهي إخفاقات متوقعة عادةً في البنى المؤسِّسَة ـ غير أن فضيلته الكبرى تبقى في كونه أستاذ نفسه ، فالفارق جلي والبون شاسع بين من يكتب والطريق ممهد أمامه بنماذج متحققة ، ومن يلتمس الطريق حدساً ، ويحدد موقعه في تعرجات الكتابة اجتهاداً يستحيل واقعاً مألوفاً ألفة الناجز من الأشياء ، وفي ظني أنه لو قُيَِّضَ للسياب أن يعيش عمر الجواهري أو نزار مثلاً لرفدَ النص الشعري العربي بمسارات تجريبية أكثر إحكاماً وقدرة على الإدهاش قياساً بما قدمه خلال عمره القصير ، فالسياب ـ كالمتنبي وأبي تمام ـ مرحلة تخطّاها الخطاب الشعري ، لكنها من النوع الذي لابد من قراءته بعمق .
 
***

الصفحات