أنت هنا

قراءة كتاب هزائم المنتصرين - السينما بين حرية الإبداع ومنطق السوق

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
هزائم المنتصرين - السينما بين حرية الإبداع ومنطق السوق

هزائم المنتصرين - السينما بين حرية الإبداع ومنطق السوق

"هزائم المنتصرين السينما بين حرية الإبداع ومنطق السوق"؛ للكاتب إبراهيم نصر الله، الصادر عام 2000 عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر؛ نقرأ منه:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 4
.من بين ذلك الركام من أفلام العالم التي كانت تُعرض بلا حسيب أو رقيب، من أفلام الوسترن الإيطالية، والأفلام الأمريكية من النوع ذاته، إلى أفلام الحرب التي كان لها هيبتها الخاصة، والتي شكلت بالنسبة لنا مركز الكون، هبت نكسة حزيران لتُغرِقَ فيما أَغرقتْ دورَ العرض بأفلام يونانية أحدثت زلزالا في أعمارنا المبكرة تلك·· فبعد أن كانت صورة تعرضها أي دار للسينما في واجهتها يظهر فيها عبد الحليم حافظ مُقبِّلاً آمال فريد مثلا، سببا كافيا لدخول الفيلم، كفيلم جريء ومعطاء!! وجدنا أنفسنا في مهب أفلام مثل: كيف ومتى ومع مَن، وحب فوق الحصان·· وسواهما··
 
.لقد كُسِرَتْ براءةُ السينما وبراءتُنا في لحظة واحدة، فلم يعد يقنعنا حجم الكرم الذي تبديه سعاد حسني في مشاهدها مع رشدي أباظة، ولا ما تبديه نادية لطفي مع صلاح ذو الفقار، ولا····؛ إلى أن أعادت ناهد يسري الاعتبارَ للسينما العربية بفيلمها الذي لا يُنسى (سيدة الأقمار السبعة)!!!!
 
.لكن، وبين ذلك الطوفان الهادر من الأفلام التي لا يصل بينها واصل، سوى أنها تُعرض كلها في العتمة، العتمة الداخلية للسينما، والعتمة الأشد خارجها، العتمة التي كانت تجبرنا على الهروب إلى عالم أقل قسوة·· بين هاتين العتمتين، ظلت هنالك في الذاكرة أفلام مضيئة، لا تُنسى، كما لو أن العقل الذي لم يملك أيامها فرص الوعي، قد ترك للقلب أن يلعب الدور دون أن ننتبه· وهكذا، ظلت أفلام بعينها هناك في الأعماق، كبشر ينتصبون فوق الشواطئ مناراتٍ وحيدةً ، ولا شيء حولهم سوى مخلوقات تتناسل وتتناسل حتى لتكاد تغمر بصيص النور في أعالي قاماتهم·
 
.منذ سنوات، قررت العودة لمشاهدة بعض الأفلام التي تركتْ أثراً لا يُمحى، وخاصة الأفلام العربية، كنت أريد اختبار معايير طفولتي ومراهقتي بمعايير وعيي اللاحق، لكن النتيجة كانت باهرة، إذ وجدتُ نفسي من جديد أقع في حب تلك الأفلام التي شاهدتها قديماً، بل ومسحوراً ببعضها: الحرام، ليل وقضبان، زوجتي والكلب، الفتوة، امرأة على الطريق، شيء من الخوف، اللص والكلاب، الزوجة الثانية، شباب امرأة، بين السماء والأرض ـ الذي صدمتني جرأته، إذ كيف يُصوِّرُ مخرجٌ فيلماً كاملا داخل مصعد معطّل؟! وبصورة أقل من هذه الأفلام: رجال بلا ملامح، غروب وشروق· أما عن الأفلام الأجنبية الكبيرة التي أحدثت هزة كبرى، وأوجدت معايير مختلفة تماماً، فقد كان أعظمها، وجاء متأخرا نسبيا (ابنة ريان) في مطلع السبعينات، وقبله فيلم الصيد الأخير، وصوت الموسيقى، ولعل شخصية ألان ديلون كانت الأكثر تأثيراً فيّ، خاصة لأنه كان يموت في كل أفلامه، وكيف لي أن أنسى ميتته على يدي جان غابان!! بعد أن هوى في حب زوجة الأخير، أو فيلمه الرائع الصيف الهندي!

الصفحات