"هزائم المنتصرين السينما بين حرية الإبداع ومنطق السوق"؛ للكاتب إبراهيم نصر الله، الصادر عام 2000 عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر؛ نقرأ منه:
أنت هنا
قراءة كتاب هزائم المنتصرين - السينما بين حرية الإبداع ومنطق السوق
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
هزائم المنتصرين - السينما بين حرية الإبداع ومنطق السوق
الصفحة رقم: 7
.لكن قراءة كتاب كانت أكثر مشقة من حضور فيلم، ففي ذلك الزمان كان ثمة ثلاثة أشياء تدل على فساد الابن: ارتياد المقاهي، حضور الأفلام، وقراءة الكتب غير المقررة· ورغم أن الأهل أميّون، إلا أن أغلفة الكتب وأشكال حروفها وأحجامها ـ هذا إذا ما أردنا التضحية بغلافها ـ تكفي لتحديد نوعية الكتاب·
.ويُطل السؤال: هل تكون السينما التي فتحت أبواب القراءة، هي التي فتَّحتْ أبواب الكتابة أيضا؟ ربما·
.في تلك الأيام كتبتُ روايتين قصيرتين، قبل أن أتمكن من كتابة أي قصيدة يزيد عدد أبياتها على خمسة عشر بيتاً، الرواية الأولى أسميتها (المُلتقى)، ولأنني لم أكن أتصور أن أحداثا يمكن أن تدور هنا في مخيم الوحدات أو في الأردن!! لأن الأحداث التي أراها لا تدور إلا في القاهرة!! فإن أحداث روايتي كان من الطبيعي أن تدور في القاهرة، بل وأن أمضي بالبطل ومعه البطلة، الجميلة بالطبع، إلى الإسكندرية ـ التي لم أرها حتى اليوم ـ ولأنني لم أكن أعرف سبباً لخراب السيارة، أي سيارة، سوى (البنشر) هذا السبب الخارجي الموجب لتوقفها، والثاني (البطارية) لأنه السبب الداخلي، فقد آثرت أن أكون عميقا في كتابتي بما يليق بكاتب تدور أحداث روايته ما بين القاهرة والإسكندرية، فقمت بتعطيل البطارية!!! في منتصف الطريق!!
.رغم هذه المعضلة الكبيرة، استطاع البطل، ومعه البطلة، بلوغ شاطيء المتوسط بسلام، بل وأثبتَ لها عمق حبه وأصالته حين ألقى بنفسه في البحر وأنقذها بعد أن أوشكت على الغرق·
.أما الرواية الثانية، فقد كانت تدور في أجواء العصابات والشرطة، والتهريب والقتل، ويبدو أن فكرة إرسالها لفريد شوقي شخصيا لكي يحولها إلى فيلم لم تكن بعيدة، خاصة وأنني منحته فرصة قتل شخص ما، يشبه محمود المليجي، بإلقائه من الدور الثالث فوق سور البناية الحديدي المدبب كالرماح!! كانت هذه، هي أقسى صورة للموت قد تصورتها؛ لكنني للأسف لم أرسل الرواية، ومصدر الأسف أنني رأيت أحد الأشرار يموت بالطريقة نفسها في أحد الأفلام العربية التي أُنتجت بعد عشرين عاما من كتابتي لروايتي تلك!!