أنت هنا

قراءة كتاب علم النفس والمخابرات

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
علم النفس والمخابرات

علم النفس والمخابرات

كتاب "علم النفس والمخابرات"؛ تهدف المحاولة البحثية بصورة محددة دراسة العالم السري لتطبيقات علم النفس الكبرى في مجال المخابرات· وأنه لأمر مشروع بالإدلاء بشهادة عن حسن أو سوء توظيف علم النفس· إن البحث في هذا المجال الغامض أو السري قد يثير تساؤل البعض: ما هي ع

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 1
مقدمة
 
تهدف المحاولة البحثية بصورة محددة دراسة العالم السري لتطبيقات علم النفس الكبرى في مجال المخابرات· وأنه لأمر مشروع بالإدلاء بشهادة عن حسن أو سوء توظيف علم النفس· إن البحث في هذا المجال الغامض أو السري قد يثير تساؤل البعض: ما هي علاقة الباحث بالمخابرات؟ يحملني هذا السؤال للقول بصورة واضحة بأني لست عميلا أو جاسوسا أو متعاونا مع أي من المخابرات من قريب أو بعيد ولم أكن كذلك· ولكني أدرك الدور الهام الذي يقوم به علم النفس في مجال الاستخبارات· ويعتبر التجسس ثاني اقدم مهنة بعد الدعارة ولا أدري لماذا كانتا أقدم مهنتين على وجه الأرض· ويعتقد البعض مثلا، فولكمان (9 9 9 1) بأنها ثالث مهنة· وتكتسب السمعة السيئة الرديئة نفسها التي اكتسبتها المهنتان التاريخيتان السابقتان عليهما، كما قال أحد المؤرخين، فإن التجسس كان إحدى ثلاثة مهن بدائية ظهرت في بداية التجربة الإنسانية على هذا الكوكب: الشامان، والجاسوس والعاهرة· وتختلف مسألة تحديد أي من تلك المهن التي اكتسبت سمعة رديئة أكثر من غيرها باختلاف الآراء وليس هناك اختلاف في الرأي، مع ذلك، حول أي من المهن التي اكتسب سمعة أشد غموضا·
 
وهناك تسميات متشابهة لكلمة جاسوس في اللغات الأجنبية· فهي بالفرنسية ايسبيون، وبالإنجليزية سباي، وبالإيطالية سبيوني، وبالأسبانية ايسبيون ، وبالروسية شبيون ، وبالألمانية سبيون (مجموعة من المؤلفين، 1 9 9 1)· وفي اللغة العربية قد تستخدم تسمية المخبر أو العميل أو رجل الاستخبارات أو رجل المخابرات وهم كلهم جواسيس· ويأتي هذا الجاسوس أو الجاسوسة من كل أوساط المجتمع بمختلف طبقاته الاجتماعية ومستوياته التعليمية والمهنية والأخلاقية· قد يكون الجاسوس طالبا أو بروفسرا في جامعة، جنديا أو ضابطا في الشرطة، مراسلا أو وزيرا في وزارة، ممرضا أو طبيبا في مستشفى، نادلا أو مديرا لمطعم، مضيفا أو قبطانا في طائرة، عاملا أو مالكا لفندق، محررا أو مالكا لصحيفة، مذيعا أو رئيسا للتلفزيون، حارسا أو سفيرا في سفارة· قد يكون الجاسوس رئيسا لدولة وعميلا في نفس الوقت لمخابرات أجنبية · قد يأتي الجاسوس من أسرة مفككة مصدعة وقد يأتي من أسرة متماسكة ومحافظة اجتماعيا· قد يكون الجاسوس بدوام كلي أو جزئي وقد يكون عميل مزدوج، جاسوس مع بلده وجاسوس ضد بلده في نفس الوقت· وقد يكون الجاسوس ملحدا كافرا وقد يكون مؤمنا ورعا· قد تكون الجاسوسة سكرتيرة حسناء فائقة الجمال وقد تكون قبيحة لا تلفت الانتباه إلا بقبحها ربما تنفع لأعمال الستر أو التغطية· وقد تكون الجاسوسة مومس فاضلة تنفع لأعمال المناكحة المعلوماتية، وببراعة فائقة تصطاد فريستها· وقد يكون الجاسوس أبوك أو أمك، أخوك أو أختك، زوجك أو زوجتك، خالك أو عمك، صديقك أو زميلك، جارك أو رئيسك، وقد تدري أو لا تدري بأنه جاسوس أو جاسوسة شيطانا أو ملاكا· وقد يكون الجاسوس أنت الذي يقرأ هذا الكتاب فما يميزك من الصفات أعلاه ويا ترى لماذا أصبحت جاسوسا؟
 
ومع تشابه تسميات جاسوس في اللغات المختلفة هناك تشابه في ردود الأفعال نحو الجواسيس بالرغم من اختلاف مستوياتهم الاجتماعية والمهنية والعلمية والأخلاقية· وحتى في هذه الأيام في وقت جعلت فيه مؤسسات التجسس الوطنية المتعددة عملية التجسس حقيقة راسخة، فإن كلمة الجاسوس ما زالت كلمة غير لطيفة· وهذا هو السبب الذي جعل مؤسسات التجسس تفضل أن تطلق على نفسها وكالة استخبارات· ومهما اعترفت الملاحظات الساخرة السياسية الحديثة بضرورة الحاجة إلى استطلاع متطفل على أفراد معينين في عالم محفوف بالأخطار، فإن التجسس ليس مهنة يفضلها الآباء لأبنائهم· صحيح جدا بأن هناك غموض وعقبات كبيرة أمام دراسة موضوع مستور ومحجوب يرتبط بتطبيقات علم النفس الميدانية أو العملية في عمل الجواسيس والمخبرين ولكن مع ذلك الستر والاحتجاب هناك أهمية لمحاولة المغامرة في دراسة هذا الموضوع الشائك· فهناك غياب لهذه العينة من الدراسات في المكتبة العربية· صحيح جدا بأن هناك بعض الكتب عن الحرب النفسية، وبعض الأفلام أو المسلسلات عن الجاسوسية، وبعض الروايات عن الجواسيس، وبعض التغطيات الصحفية عن موضوعات شتى عن عالم المخابرات· ولكن في حدود علم الباحث ليس هناك بحثا عربيا موضوعيا يعالج تطبيقات علم النفس في مجال المخابرات·

الصفحات