أنت هنا

قراءة كتاب الإسلام والتمنية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الإسلام والتمنية

الإسلام والتمنية

كتاب "الإلاسم والتنمية"؛ هذه محاولة لتلمس الخطوط العريضة للإسلام والتنمية·· ذلك أن الإسلام بجانب كونه دينا ذا مبادئ ومضامين سامية ونبيلة تهدف إلى خير البشرية·· وهذا في حد ذاته يصب في محصلة الرقي للفرد والأمة·· فإنه يمثل مشروعا حضاريا يحمل مضامين فيها كل معا

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 1
مقدمــة
 
هذه محاولة لتلمس الخطوط العريضة للإسلام والتنمية·· ذلك أن الإسلام بجانب كونه دينا ذا مبادئ ومضامين سامية ونبيلة تهدف إلى خير البشرية·· وهذا في حد ذاته يصب في محصلة الرقي للفرد والأمة·· فإنه يمثل مشروعا حضاريا يحمل مضامين فيها كل معاني العدالة في أبعادها السياسية والاقتصادية والاجتماعية·· وكل مبادئ الحرص على العلم والعمل·· والجد والاجتهاد·· والأمانة والنزاهة·· والمصداقية والشفافية·
 
وهي محاولة ليس فيها أي اجتهاد في الدين·· ولا تخوض في أعماق الدين ومخزونه·· ولا في التفصيل·· ولا في التأويل·· ولكنها قراءة تأملية للمبادئ·· والواقع·· وفرص التكتل والتنمية·
 
وإذا كان واقع أكثر البلدان الإسلامية·· هو واقع مرتبط بالتخلف ومرهون به·· فذلك يرجع إلى خلل في هذه البلدان وممارساتها التي قد تفصلها هوة واسعة عن مبادئ الإسلام ومضامينه ومشروعه الحضاري·
 
ولقد أسيء إلى صورة الإسلام من خلال صورة هذا الواقع··ومن خلال تبوؤ الغرب المسيحي·· قيادة التقدم والرقي في الحقبة الراهنة·· والصورة التي تبدو مشرقة وجذابة وبعيدة كل البعد عن الصورة القاتمة التي تعكس التخلف في البلدان الإسلامية·· الأمر الذي قد يستغله الغرب في خصومته مع الإسلام·· واعتباره معيقا للتنمية أو لصيقا بالتخلف·· ومرجعيته في ذلك واقع البلدان الإسلامية·· ثم ربط بعض حركات العنف التي يقوم بها بعض المسلمين واعتبار الإسلام لصيقا بالعنف·· وأنه حليف الإرهاب·· وربط أنماط الحكم المستبدة في البلدان الإسلامية بالإسلام··واعتبار الإسلام لصيقا بالاستبداد وحليفا للاستبداد·
 
ولاريب أن هناك في العالم الإسلامي من يجاري الغرب في تصوره·· غير أن المسألة التي يجب أن تحظى باهتمام كبير·· هي الصورة التي تترسخ في أذهان الناشئة والشباب عن الإسلام والتي قد تنحو نحو سياق الصورة الغربية من خلال قنواته وفضائه الإعلامي الواسع والجذاب في ذات الوقت·· والباهر للعقول الشابة التي لا تلمس حولها إلا واقعا متخلفا في بعد أو أكثر·· أو حتى في جميع الأبعاد أحيانا·· السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتقنية··
 
هذا التصور الذي قد يترسخ في أذهان الناشئة والشباب·· يعني أن رجال الغد يحملون تصورا خاطئا عن الإسلام من خلال الواقع المتخلف المحيط بهم في أكثر البلدان الإسلامية·· وذلك أمر في غاية الأهمية·· إذ انه يجعل من السهولة بمكان اقتحام العقول وإشعارها بالدونية والتخلف تحت وطأة الانبهار بالغرب·· وأكثر من ذلك أهمية·· إسقاط مرجعيتها وهويتها خصوصا تحت زحف العولمة واكتساحها للحدود والقيود· وكل ما يمر به الناشئة والشباب من قنوات التلقين الرسمية في المؤسسات التعليمية عن الإسلام·· يبدو وكأنه مرور وقتي للحصول على درجة علمية·· مع أنه أصلا تحت مظلة السلطة·· ينأى عن أي شيء قد يخدش السلطة·· ثم إن الممارسة المحيطة بهم من كل صوب·· تمسخ الصورة الحقيقية للإسلام·
 
ربما كان اصطدام الحضارة العربية الإسلامية والعالم العربي الإسلامي في وهدة انحطاطه· بالحضارة الغربية المسيحية·· والعالم الغربي في أوج قوته·· ما أثار تصورا خاطئا عند الغرب بصورة خاصة·· وربما لدى المنبهرين بالحضارة الغربية على صعيد العالم العربي الإسلامي·· من أن الإسلام قد يكون فيه ما يعيق التقدم أو التنمية·· ثم جاءت صورة العالم العربي الإسلامي على محك الممارسة لترسخ هذه التصور·· إذ بدا العالم العربي الإسلامي في ردهات التخلف·· وبدت ممارساته وكأنها غير منسجمة مع الحضارة·· واعتبرت هذه الممارسات إسلامية بحكم أنها في العالم الإسلامي·· والإسلام من كثير منها براء·· ثم انه لم تبرز دولة إسلامية واحدة متقدمة وتمثل نموذجا صحيحا للإسلام على محك الممارسة·· وعلى صعيد الواقع·
 
واصطدام الحضارة العربية الإسلامية والعالم العربي الإسلامي في ردهات التخلف بالحضارة الغربية المسيحية·· ليس هو الصدام الأول·· فقد كان هناك صدام أو احتكاك بين الحضارتين والعالم الإسلامي في أوج ازدهاره وقوته·· ولم يبعث ذلك الريبة أو الشك في قدرة العرب والمسلمين على امتلاك نواصي التقدم·· وأن الإسلام حافز قوي للتقدم والنهضة والتنمية·· ولم يكن عائقا في أي حقبة من الحقب· إن الممارسات التي تنسب إلى الإسلام·· قد يكون كثير منها عوائق في سبيل التقدم والنهضة والتنمية·· وهذه الممارسات إنما تتمثل في توظيف الدين·· في الدول الإسلامية·· لتحقيق مآرب سياسية قد يكون مرتكزها المحوري·· الاستئثار بالسلطة والثروة لفئة أو عصبة·· وقد تكون ممارسات اجتماعية لا تعدو كونها نسيجا من التقاليد والقيم والأعراف التي تضفي عليها مسحة دينية·· وبمرور الزمن·· يتصور أنها من الدين وما هي من الدين في شيء
 
ولعل الوضع الراهن الذي يتمثل فيه التفاوت الصارخ بين الغرب القوي·· عدة وعتادا وثقافة·· وبين العالم العربي والإسلامي الذي أصبح في قافلة المستضعفين والتابعين للغرب·· والغرب الأمريكي على وجه الخصوص·· وهو يقع إلى حد كبير في ردهات التخلف·· أو لم يأخذ من التنمية بنواصيها وإن أخذ ببعض مظاهرها وقشورها·· يجعل المقارنة في أذهان الناشئة والشباب·· تميل بكل ثقلها للغرب والغرب الأمريكي بحضارته وإنجازاته وما حققه من تطور مذهل على الصعيد التقني·· وما حققه من إنجازات كبيرة على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية والعسكرية·· في الوقت الذي تبدو فيه كثير من الممارسات في العالم العربي والإسلامي·· ممارسات عقيمة·· وقد يكون من تلك الممارسات ما يندى له الجبين قمعا واستعبادا واستبدادا·· واحتكارا للثروة·· وتعميما للفقر والبطالة·· واحتقارا للإنسان·· وازدراء بالمعايير الإنسانية خصوصا بالنسبة للمرأة·

الصفحات