المجموعة القصصية "ظلال عابرة"؛ قدمت إلى حياتي لتنير قناديلها بعد أن انطفأت بفعل ريح الشتاء العاتية، وبيد الحانية أشعلت فواني الأمل بعد أن صدئت، لتبدد عتمة اليأس التي خيّمت على دنياي الكئيبة.
قراءة كتاب ظلال عابرة
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 4
أتى صوت الشاب من خلفها قوياً : تفضلي أجلسي لِمَ أنتِ واقفة· وعندما همت بالكلام أشار لها بيده، علامة الصمت ثم قال:
لا داعي للكلام··هذا البيت الصغير هو منزلك، وإليكِ المفتاح، وهناك ألين مدبرة المنزل تلبي طلباتك، وتقوم على خدمتك، وهنا بجانب الهاتف مجموعة من الأرقام إذا كان هناك ما يدعو فمدبرة المنزل ستقوم بالاتصال·
شعرت بدوار، لم تستوعب شيئاً، حاولت أن تسأل ولكن الحيرة سيدة الموقف سيطرت عليها فارتمت على أقرب أريكة، ووضعت يديها على رأسها، ولم تستطع أن تمنع دمعة انزلقت على خدها·
نادى على مدبرة المنزل وطلب منها الاهتمام بها، وأن تعـّرفها على بيتها الجديد، وتوصلها إلى غرفتها لترتاح وتغفو بعد أن طار النوم من عينها·
ثم وجه الكلام لها:
الآن ارتاحي ومساء اليوم ستجدين إجابة على كل أسئلتك، وستنجلي سحب حيرتك·
ثم غادر المكان مخلفاً وراءه علامات التعجب والاستفهام؟؟!!·
أتت مدبرة المنزل التي دُربت على كيفية خدمتها وتوفير سبل الراحة لها، فطلبت منها النهوض وأن تستبدل ملابسها· ونظرت إليها مستفهمة بعد أن انكسر نظرها على ملابسها الرثة، ولسان حالها يقول إنه ليس معها إلا هذا الذي ترتديه ولكن قبل أن تتفوه بذلك·
هزت ألين رأسها بحركة أفهمتها بمعرفتها بما يدور بداخلها ثم قالت:
تفضلي مدام كله موجود !
شعرت بالحيوية تسري في جسدها بعد حمام دافئ غسل تعبها وهي ممددة على السرير الوثير المريح بأغطيته الحريرية والإضاءة الخافتة التي تنعكس على الجدران بألوانها المريحة للأعصاب وهنا ابتسمت بسخرية وهي تتذكر سريرها المتهالك الذي كان يجلب لها الألم أكثر مما يريحها، و تتخيل سقف غرفتها الذي يسرب ماء المطر عبر الثقوب المنتشرة بإنحائه، نهيك عن أشعة الشمس التي لا تجد إلا وجهها ليكن أول من تسطع على صفحته· ولكن رغم كل هذا لم يجد النوم طريقه لها في هذا المكان المختلف الذي لم تحلم أن تراه فضلا عن أن تسكنه !!