قراءة كتاب ع ر ب

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
ع ر ب

ع ر ب

إن الغرب لا يدرك أبداً أن، في عقرب ساعته الصغيرة، حضارة عربية تأسست في عهد بابل، قسم على إثرها النهار إلى اثنتي عشرة ساعة، والساعة إلى ستين دقيقة، والدقيقة إلى ستين ثانية، وأن هذه الساعة لن تدق أجراسها إلا بالتئام الفكر العربي الواحد، وهو يتحرر من تجمده إلى

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 5
لقد كبرت كثيراً، عندما قررت أن تخلو مدرستك من مقاعد الدراسة، المتخذة صفة الديمومة، فلم نشعر ولو للحظة، أننا تلاميذ، فشاركناك الحديث، وخرجنا معك عن المألوف، لنتأمل تلك الجوانب، التي خفيت عنا طويلا،ً فكنت إماماً، نصلي خلفك في محراب الأصالة والتراث، تحفنا أنفاس الآباء والأجداد·
 
إنه من المؤمنين، الذين ألبسهم الصدق ثوبه، فدخلوا الكهوف ليعتكفوا داخلها، فخرجوا منها، يحملون المنحوتات العربية، وقد نفضوا عنها الغبار، وحكايا التاريخ العربي المنسية، التي واكبت رحلة الطوفان قبل الميلاد، ثم رحلة البناء والعمران، المدشنة بأسمائهم، والتي بقيت عالقة في أذهاننا، ثم رحلة الطيور، التي هجرت أعشاشها، تاركة فراخها البيَّاضة، تلتهمها الغرباء·
 
ربما دخلوا الكهوف بشعر أسود، وإن تحولت إلى اللون الأبيض، فلأنها منحتهم أعمارها الغائرة منذ آلاف السنين، متحولين بذلك إلى رسل مخضرمين، مستحقين بذلك الخلود·
 
إنهم فئة لا تموت، إنهم أبداً خالدون، وإن أرادوا يوماً أن يمنحوني الخلود، فهي لقصصي التي كتبتها، بماء القلب، وعَرق الحضارة، ونبض التاريخ·
 
هذا هو المعلم
 
الذي شكل اللبنات الأساسية لكل الشرفات المطلة على المحطات المختلفة، فكان حديثاً ليناً متمرداً، صلباً مطواعاً، حديثاً خرج من بين السطور، جاثماً فوق العادات والتقاليد، التي تداولتها أزمنة مختلفة متباينة، بغية في خدمة زمنها الحالي، فإذا هي ملتصقة برحم أمهاتنا، لتعبر كل الأزمنة، مع كل إنجاب، وقد تتخذ في كثير من الأحيان طابعاً دينياً بغير حق، تفرض علينا أن نعيش صراعاً إقطاعياً كهنوتياً، ليس له علاقة بالدين، يحاولون بشتى الطرق إلباسه معتقداتهم الخاصة ليخدمهم، كونه السلطة الروحية التي قد تُستثمر بنجاح في خدمة المصالح الشخصية، فأين تلك الآية التي تُحَمِّل المرأة الذنب في خروج آدم من الجنة كما يجزم الكثيرون·
 
ولكل من يفكر بهذه الطريقة، أوضح لهم منشأ هذا المعتقد، الـذي يعود إلى أصول توراتية يهودية، حمَّلت المرأة مسؤولية إخراج آدم من الجنـة راجع -سفر التكوين الفصل الأول من التوراة -، وقد قال الله تعالى في هذا الموضوع، مؤكداً معصية آدم وحواء ؟
 
سورة البقرة·
 
وقـــد قــال اللــه تعالــى أيضــاً مؤكــداً توحيــد المنشـــأ ؟
 
الآية (1) من سورة النساء·
 
وبالتالي، فالمرأة سواء مع الرجل، بالتكليف، والتكريم، والمكانة، وممارسة حقها في التعلم والتعليم، شاملة مختلف المجالات، وحقها في الدية، والشهادة، والميراث، فلا تعتبر موروثاً عند موت زوجها، مع المتاع الموروث، وبالتالي تساويها مع الرجل، بالثواب والعقاب·
 
وإزاء كل هذه المعطيات، أقول بلسان الحال:
 
-كم نحن بحاجة إلى ألف ألف منه، وهم موجودون، إنهم بيننا يتنفسون، وآخرون ينتظرون لحظة المخاض·

الصفحات