أنت هنا

قراءة كتاب نافذة على الاعلام العربي والدولي

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
نافذة على الاعلام العربي والدولي

نافذة على الاعلام العربي والدولي

من المؤكد أن الصحافة والعمل الصحفي لا يقتصران على البحث عن الأخبار ونقلها للجمهور دون النظر إلى ماهية تلك الأخبار ووقعها على المُتلقّي؛ لأن الخبر ليس مجرد كلمات تُصاغ بأسلوب لفظي أو كتابي ينشر أو يبث للناس، بل إنه أكبر بكثير من مفهوم اللغة والصورة: إنه حقيق

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 4
تاريخ الصحافة
 
الصحافة قديمة قدم العصور والأزمان، وقد لا تكون بالشكل الحالي التي نراها فيه، ولكنها بالتأكيد كانت تؤدي غرضها بنشر المعلومات التي تهم الناس·
 
ففي المجتمعات البشرية الأولى نجد أن أول مظاهر وسائل الإعلام والاتصال كان يلبي بعض الحاجات الدينية عند الإنسان· وبظهور الأنظمة السياسية وامتداد نفوذها إلى أقاليم واسعة؛ تطورت هذه الوسائل والحاجات·· ففراعنة مصر كانوا ينشرون أوامرهم إلى أقاصي الأرض التي يحكمونها، فكانوا يكتبون مراسيمهم ويرسلونها إلى كل مكان، كما كانوا يأمرون بحفر هذه المراسيم على جدران المعابد ليقرأها الناس ويكونوا على علم بها·
 
واتبعت هذه الطريقة الإعلامية كذلك في الصين، وفي بلاد الإغريق، وفي روما وعند العرب· ولم يقتصر الإعلام أو الاتصال على نشر المراسيم وإذاعتها بل تعداه إلى الأخبار العسكرية والرياضية والمسرحية· ففي روما قامت الدولة بنشر (الأحداث العامة) ثم ألغتها ونشرت بدلاً منها (الأحداث اليومية)، ويقال إن سيدات روما كن يعجبن إعجاباً شديداً بها لأنهن كن يجدن فيها آخر أخبار الفضائح، وكان القيصر يشجع نشر هذا اللون من الأخبار ليحول انتباه المواطنين عن المشكلات التي كانت تواجه السلطة الحاكمة·
 
وثمة اتصال مباشر كان شائعا عند الإغريق، وهو إذاعة الأخبار في الميادين والساحات العامة على الجماهير المجتمعة فيها، ويقصّ علينا التاريخ أن عداء إغريقياً قطع ستة وثلاثين كيلومتراً ركضاً لكي يعلن للشعب الأثيني انتصار جنوده في معركة (ماراتون) التي انتصر الإغريق فيها على الفرس عام 490 ق·م، ثم خرّ هذا العداء صريعاً من شدة الإعياء·
 
كما يرجع تاريخ الصحافة ونشر المعلومات إلى زمن البابليين، حيث استخدموا كاتباً لتسجيل أهم الأحداث اليومية ليتعرف الناس عليها· كذلك كان الصينيون، فقد كانت لهم طوال 1500 عام جريدة رسمية عرفت باسم (إمبراطورية الشمس)·
 
أما في روما فقد كانت القوانين وقرارات مجلس الشيوخ والعقود والأحكام القضائية والأحداث ذات الأهمية، التي تحدث فوق أراضي الإمبراطورية، تصل إلى الشعب ليطلع عليها· وأصيبت هذه الفعالية بعد سقوط روما، وتوقفت حتى القرن الخامس عشر·
 
وفي أوائل القرن السادس عشر، وبعد اختراع الطباعة من قبل يوحنا جوتنبيرغ في مدينة ماينز بألمانيا، بدأت صناعة الأخبار، والتي كانت تضم معلومات عن ما يدور في الأوساط الرسمية، وكان هناك مجال حتى للإعلانات· وتشير المصادر إلى أن أول صحيفة مطبوعة في العالم هي صحيفة ريلايشن والأدلة قدمت من قبل متحف (غوتنبيرغ) في ألمانيا، الذي يحوي أول مطبعة صحافية في العالم، وأنهم حصلوا عليها في قرية ستراسبورغ، التي تخضع للحكم الفرنسي حالياً·
 
وكانت تنشر من قبل شخص اسمه جوهان كارلوس، الذي كان يعمل في القرن السابع عشر كاتبا بهذه الصحيفة، التي كانت تباع للمشتركين الأغنياء بأسعار باهظة، وكان يحصل على الأخبار من شبكة من المراسلين المأجورين· وفي عام 1604 اشترى كارلوس مطبعة كاملة، وبعد ذلك بعام بدأ يطبع صحفه آلياً، بعد أن عرف أن ذلك سيكسبه المزيد من المال، ويوفر عليه عناء إعادة كتابة كل عدد من الصحيفة بخط يده·
 
وفي القرنين السابع عشر والثامن عشر أخذت الصحافة الدورية بالانتشار في أوروبا وأمريكا، وأصبح هناك من يمتهن الصحافة كمهنة يرتزق منها، وقد كانت الثورة الفرنسية حافزاً لظهور الصحافة الحديثة، كما كانت لندن مهداً لذلك· ومع إصدار دي كاييه وقائعه ثم ضمها في مجموعتين اثنتين توثيقيتين من 1559 إلى 1604 عقدت له الريادة في كونه من مؤرخي الصحافة الفرنسية مع له مركور فرنسييه، في وقت اعتمدت الأكاديمية الفرنسية تسمية جورنال 1684 أي رواية ما يحدث من أخبار اليوم

الصفحات