أنت هنا

قراءة كتاب نافذة على الاعلام العربي والدولي

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
نافذة على الاعلام العربي والدولي

نافذة على الاعلام العربي والدولي

من المؤكد أن الصحافة والعمل الصحفي لا يقتصران على البحث عن الأخبار ونقلها للجمهور دون النظر إلى ماهية تلك الأخبار ووقعها على المُتلقّي؛ لأن الخبر ليس مجرد كلمات تُصاغ بأسلوب لفظي أو كتابي ينشر أو يبث للناس، بل إنه أكبر بكثير من مفهوم اللغة والصورة: إنه حقيق

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 8
الصحافة الاميركية في القرن العشرين
 
كان للحرب العالمية الأولى أهمية بالغة في تاريخ الصحافة، حيث زاد الإنتاج الصحفي الأمريكي في حين ولدت صعوبات جمة لمثيلتها في أوربا وفي كل الأشياء كانت تلك الحرب بداية الغزو الأمريكي وسيادته على العالم، فقد فقدت الموارد الإعلانية، وعز الورق، واكتظت شبكات النقل البري والسكك الحديد بالأغراض العسكرية داخل أوربا، فاضطرت صحف كثيرة لتقليل عدد صفحاتها إلى أربع صفحات وأحيانا إلى صفحتين فقط، بل اضطرت صحف كثيرة لإغلاق مكاتبها وتسريح موظفيها، وقد أضافت الرقابة العسكرية على الصحف الأوروبية عقبة أخرى بجانب العقبات الاقتصادية، وتحولت إلى صحافة حرب نفسية كل طرف فيها يدير دعايته بأخبار ومواضيع معظمها غير حقيقي، في حين كانت الصحافة الأمريكية تنمو وتتقدم، وعرفت عصر الصحف الكبرى طريقها بعد الحرب، في وقت بدأ فيه ظهور الإذاعه، فكانت منافسة جديدة للصحافة، فلجأت إلى التجديد والابتكار بانتشار الصحافة الإخبارية المصورة العامة والمتخصصة وتنوعت مقالاتها من مجرد الإعلانات والأخبار والآداب إلى الكتابات التربوية والاجتماعية والرياضية والفنية والنسائية؛ فحافظت على قوتها أمام الإذاعة المسموعة وغير المرئية، وطرحت مبادئ الحرية الصحفية في معظم الدول الأوربية والأمريكية وفي مواجهه الاتحاد السوفييتي الذي يعادي الديمقراطية منذ نجاح الثورة اللينينيه هناك عام 1917م، وهذا كله دفع العديد من الصحف الصغيرة إلى التجمع لإنشاء المؤسسات الصحفية الكبيرة لمواجهة المنافسة، في عصر أصبحت خلاله الصحافة الورقية السلطة الرابعة لمعظم دول العالم المتحررة بل وفي المستعمرات المتقدمة التابعة للدول الأوربية كما في مصر والهند ولبنان إلى ما قبل نشوب الحرب العالمية الثانية، والتي عرفت تغيرات تكنولوجية في التنضيد والتصميم والطباعة والإخراج الفني - واستخدمت طابعات الروتاتيف ثم اللينوتيب، ووسائل النقل الشمسي لطباعة المجلات المصورة والملونة بطريقة الهيليوغرافور أو الأوفست، ومنذ العام 1935م تقدم البيلينوغراف في نشر الصور، مع التوسع في استخدام الهواتف التي توفر الوقت والمجهود في إجراء التحقيقات والمقابلات الصحفية المهمة، إضافة إلى الاعتماد على الشاحنات في توزيع الصحف الكبرى بين المدن أو الولايات وقويت وكالات الأنباء الأمريكية على حساب الأوربية·
 
وقويت وكالات الأنباء الأمريكية على حساب الأوربية، ولم تعد اتفاقية تقاسم العالم إخباريا بينها ذات شأن مع ظهور اليونيتيدبرس بجانب الاسوشيتيدبرس ومجموعة هرست، الأمريكية، التي تفوقت على وكالة رويتر البريطانية والوكالات الألمانيه والفرنسية، التي اضطرت أمام المنافسة الامريكيه أن تقوي نفسها بزيادة رؤوس أموالها وضم مؤسسات أصغر إليها، فكان عقد الثلاثينات هو عصر المجموعات الصحفية، وتابعت الصحف الأمريكيه انطلاقتها وزاد توزيعها من 24 مليون نسخة يوميا عام 1910 إلى 41 مليون نسخه يومية عام 1940، بينما انخفض عدد الصحف اليومية بعد التجميع من 2430 صحيفة إلى 1848 صحيفة يومية أمريكية فقد اندمجت 311 صحيفه في 55 مجموعة عام 1940م·

الصفحات