أنت هنا

قراءة كتاب ترنيمة امرأة.. شفق البحر

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
ترنيمة امرأة.. شفق البحر

ترنيمة امرأة.. شفق البحر

 رواية "ترنيمة امرأة..

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 9
رأس كلوديا على كتفي ..
 
ـ اسمعي روز.
 
ـ روز!
 
ـ قلت لك، بين الحين والحين سأناديك روز.. روز، هل عرفت ذلك الإحساس الحاد الباهظ والمؤسي بالفقدان.. إن شيئاً عزيزاً، نادراً، لا يعوّض يكون قد اختفى وإلى الأبد.
 
ـ كأنك خبرت الحب والموت.
 
ـ أجل روز.. لقد خبرتهما.. لقد خبرت الحب والموت بعمق وقسوة
 
أوروبا شاطئ غواية امتد على الجانب الآخر من مخيلتي الطفلة. والأبيض المتوسط كان بحر يوليسيس بالمقلوب، يحرِّض المغامرَ، فيَّ، لموسم هجرة مؤجل تحت وطأة الحروب. وحين التقيت كلوديا ظننتها، للوهلة الأولى، بينيلوب حالمة تبغي استئناف الرحلة، لأنها مشغولة بهاجس المعنى. المعنى الذي تعرف بأن عليها أن تجوب بشأنه الآفاق لتكتشفه أخيراً في داخلها. أو كما في قصيدة كافافي عن إيثاكا، تلك التي سيبلغها يوليسيس عجوزاً، ليوقن أن الرحلة ذاتها كانت الممتعة وفيها المغزى. حسبت أنها بالانتظار، وأنا رهانها: القادم المنتظر ( يا للوهم )، المعجون بالحكمة والحب بعد عبور أفخاخ اليورانيوم. وساعة فاجأتني بالقول؛
 
ـ لماذا لا تأتي معي إلى أوروبا؟
 
أرسلت نظري فوق الزرقة المضببة حيث أفق الشمال، وقهقهت.
 
ـ لماذا تضحك؟
 
ـ مجنونة أنت كلوديا. من يمنحني تأشيرة دخول إلى هناك، أنا العراقي. ثم لا تنسي مشكلة النقود. كم شهراً أو أسبوعاً تكفيني بضعة آلاف من الدولارات، جنيتها بشق الأنفس في ليبيا؟

الصفحات