رواية "ترنيمة امرأة..
قراءة كتاب ترنيمة امرأة.. شفق البحر
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 8
تنتزعني كلوديا من بلادة الصيف. من ذلك المرض الوجودي الرفيع الذي أسموه السأم، ومن الإحساس بالتوحد واللاجدوى. فعلى الامتداد الشذري للبحر تمنحني بشقاوتها مذاقاً للأشياء، كنت افتقدته منذ زمن بعيد، وولعاً بالحرية والحياة.
منذ سنين سحيقة، في بلدتي البعيدة، البعيدة/ السعدية، علّمني خالد ( وسأحكي عن خالد فيما بعد ) كيف ألعب وأضحك.. كان امتياز خالد في هذا العالم قدرته على ابتكار اللعب، والانفجار بالضحك لحظة اختلال التوازن من حوله، أو لحظة التهديد باختلاله.. والآن ، تأتي هذه المرأة اللذيذة، بطقسِ حاوٍ حاذق، لتعيدني ثانية إلى ساحة اللعب، وإلى مسرح الضحك، فتشركني بلعبها الماكرة، المثيرة. لتذكِّرني تارة بحنان ( وعن حنان، أيضاً، سأحكي.. لابد من أن أحكي ) في ذروة مناورتها ضد الموت، وتارة بخالد وهو يسعى لإنقاذ طفولتنا من شَرَك الحرمان. أترنم، كأنني أريل، في أعماق روحي، لئلا تسمعني كلوديا؛
كان يا ما كان
في ذلك الزمان
كان هناك ولد
عذب اسمه خالد
وامرأة من شهد ولوز
وزهر البستان
صافية كنبع في الجنة
جميلة كشهقة الفجر
اسمها حنان ) .