أنت هنا

قراءة كتاب المعرفة الإدارية والإدارة القبلية والترف النفطي

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
المعرفة الإدارية والإدارة القبلية والترف النفطي

المعرفة الإدارية والإدارة القبلية والترف النفطي

كتاب "المعرفة الإدارية والإدارة القبلية والترف النفطي"، ليس من منكر أن الإدارة··ركيزة محورية من ركائز التنمية· ومع أن السمة الغالبة على العولمة··هي الاقتصاد··فإن الإدارة··هي المرتكز المحوري للاقتصاد من خلال إدارة الاقتصاد· وقد أكدت العولمة على أن الأداء الإ

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 1
مقدمــة
 
ليس من منكر أن الإدارة··ركيزة محورية من ركائز التنمية· ومع أن السمة الغالبة على العولمة··هي الاقتصاد··فإن الإدارة··هي المرتكز المحوري للاقتصاد من خلال إدارة الاقتصاد· وقد أكدت العولمة على أن الأداء الإداري··هو الذي يحدد··إلى حد كبير··مدى قدرة الدول المتخلفة المنضوية تحتها··في تعظيم المغانم وتقليص المغارم··
 
والإدارة قد تطورت مفاهيمها وأساليبها ووسائلها تطورا كبيرا··وانطلقت من الأطر التقليدية··إلى فضاء واسع من خلال نظم الاتصال والمعلومات··بحيث يطور ذلك اتخاذ القرار الذي هو محور الإدارة ذاتها··بحيث يكون القرار معتمدا على رصيد معرفي هائل··وخيارات متعددة··وتقييم علمي تقني لهذه الخيارات··وصولا إلى الخيار الأنسب أو الأمثل·
 
وأقطار الخليج العربية·· قد دخلت إلى العصر متأخرة··ومكنها الترف النفطي من اقتناء آخر صيحات الحضارة المعاصرة وأحدث نتاجها··وهي قد حاولت ··كما يبدو··الأخذ بعدد من المفاهيم والأساليب والوسائل بما في ذلك بعض المفاهيم والأساليب والوسائل الإدارية· صحيح أن الإدارة كمفهوم··حتى في أطره التقليدية··لم تعرفه هذه الأقطار إلا مؤخرا··وقد أتيح للإدارة أن تكون حقلا معرفيا من بين حقول المعرفة في جامعات حديثة النشأة وحديثة الإعداد والتكوين··كما أوفدت دارسين للحصول على مؤهلات عليا في هذا الحقل وغيره من حقول المعرفة·
 
وهي شأنها شأن الدول المتخلفة إجمالا··مازالت الإدارة بعيدة عن كونها محور اهتمام حقيقي على الأصعدة كافة· ومع ما يعلن عن محاولات الإصلاح الإداري··فإن الإصلاح الإداري··ليس في أكثر الأحيان··إلا شعارا للبرهنة على التطوير الإداري··وتقليص الفساد الإداري··ولذلك فإن المحصلة على صعيد الواقع··لا تكاد تكون محصلة ملموسة··ويظل التخلف الإداري··شأنه شأن باقي أبعاد التخلف··يجثم على ساحة هذه الأقطار··كما يجثم على ساحة الدول المتخلفة إجمالا ومنها الأقطار العربية التي سبقت أقطار الخليج العربية في التعرف على مفهوم الإدارة··وعلى الدور المحوري للإدارة في التنمية··وأن الإصلاح الإداري·· ضرورة حتمية·
 
وأساتذة الإدارة··على صعيد هذه الأقطار وغيرها من الأقطار العربية والدول المتخلفة··يفترض أن يكونوا رواد إصلاح وتغيير···للارتقاء بالإدارة في إطارها المعرفي··والمساهمة في استنباط وتفعيل آلياتها··لإحداث التغيير المطلوب على محك الممارسة··غير أن الجهد في مجمله··جاء محدودا··والمحصلة ضئيلة··وبدا وكأن الإدارة خارج دائرة الاهتمام··وأن العازفين على أوتارها·· خارج السرب··أو عازفين عنها··خصوصا في أقطار الخليج العربية··حيث الإرث الثقافي والقبلي شديد الوطأة··وحيث يترسخ مفهوم الرعاية الأبوية باستبداده··ويتعاظم الهاجس الأمني القبلي··ويطبق على كل شيء··حتى على المعرفة الإدارية وغيرها·· وحيث الترف النفطي يعمي القلوب والبصائر والأفكار والأقلام· وأساتذة الإدارة ليسوا إلا مثلا·· والإدارة مثل كذلك··والدور والغايات والإصلاح والتغيير والمناخ والحوافز والكوابح أمور تنطبق على غيرهم من الأساتذة··وعلى غيرها من حقول المعرفة··

الصفحات