أنت هنا

قراءة كتاب الحياة في بيوت فلسطين

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الحياة في بيوت فلسطين

الحياة في بيوت فلسطين

كتاب «الحياة في بيوت فلسطين (1855ـــ 1859)» (المؤسسة العربية للدراسات والنشر) هو حصيلة رحلات دوّنتها ماري إليزا روجرز أثناء مرافقتها لشقيقها إدوارد توماس روجرز الذي شغل مناصب ديبلوماسية وقنصلية في القدس ودمشق والقاهرة وحيفا التي يبدأ منها تدوين هذه الرحلات،

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 1
مقدمة
 
بقلم الدكتورة / مي صيقلي
 
جامعة وين ستيت،
 
ديترويت، ميتشغن
 
سبتمبر 2012
 
دبّت الحياة في أوصال التاريخ الاجتماعي لفلسطين خلال العقود القليلة المنصرمة، إذ شهد هذا المجال خروج مطبوعات مهمة للنور على يد جيل جديد من الباحثين العرب والفلسطينيين؛ فعظيم الشكر حقيقٌ بأهله من الأفراد والمؤسسات مثل مؤسسة الدراسات الفلسطينية وداعميها الخيّرين على مستوى العالم وغيرهم من أهل العرفان (1)·
 
وبالرغم من الإسهامات سالفة الذكر، ما زالت المراجع التي تتناول الأوضاع في فلسطين خلال القرن التاسع عشر غير كافية، فضلاً عن القلة الملموسة في الدراسات المفصلة عن الأوضاع المعيشية اليومية للمجتمعات الفلسطينية في تلك الحقبة، باستثناء القدس؛ ذلك بأن تلك الدراسات - سواءً أكانت مستوحاة من تجارب شخصية أم نتاجاً للاستقراء من وثائق قانونية أو رسمية أو قنصلية أو وثائق عائدة لما تحتفظ به الأسر الفلسطينية من أوراق للأباء والأجداد - إنما هي قليلة العدد، بل وتظل فائدتها مقصورة على كونها مصادر إرشادية او إيضاحية· ومن ثمّ، فإن ما سُبر من أغوار التاريخ الاجتماعي لفلسطين، أو ما قد يسميه البعض المعيشة اليومية في البيوت لعموم الناس القاطنين في مدن فلسطين وقراها إبان الفترات السابقة على الانتداب البريطاني (1917 / 1918)، ما زال محدوداً، لا سيما ما يتعلق منه بالفترة التي رافقت نهاية القرن التاسع عشر وسبقت ومهدت للتحول الكارثي الذي أصاب فلسطين في مستهل القرن العشرين·
 
بيد أن الأدهى هو عدم إطلاع جمهور القراء العرب على هذا التاريخ والأحداث التي يزخر بها، وهنا تبرز أهمية هذا الكتاب وترجمته إلى العربية كونه إضافة مهمة صوب تحقيق الغاية المنشودة؛ فبفضل الجهود الفردية للمترجم جمال أبو غيدا - النابعة من عقل صاف وبصيرة نافذة - بات بين أيدينا هذا الكتاب: حياة البيوت في فلسطين بدقته الظاهرة وترجمته الوافية لمؤلفته ماري إليزا روجرز، وهي سيدة إنجليزية خبَرت بنفسها الحياة اليومية لمعظم شرائح المجتمع الفلسطيني إبان خمسينيات القرن التاسع عشر، عندما رافقت أخاها إدوارد توماس روجرز، الموظف الدبلوماسي الإنجليزي الذي خدم في عدة مناصب قنصلية ودبلوماسية في البلاد العربية وتحديدا في القدس وحيفا وبيروت ودمشق والقاهرة، في العام 1855 لدى عودته لفلسطين لمزاولة مهام منصبه الدبلوماسي الجديد كنائب للقنصل البريطاني في حيفا، فأقامت بمعيته هناك حتى العام 1859؛ وها هي تجربتها بين أيدينا باللغة العربية الآن·

الصفحات