أنت هنا

قراءة كتاب رجال في جزائر اللؤلؤ

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
رجال في جزائر اللؤلؤ

رجال في جزائر اللؤلؤ

كتاب "رجال في جزائر اللؤلؤ"، منذ بدايات القرن التاسع عشر، ومروراً ببدايات القرن العشرين، احتضنت البحرين أعداداً كبيرة من أبناء الوطن العربي.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 9
وبجانب الكتابة في الصحف، ينشط (سيد جمال) مع مجموعة شيوخ ومثقفي البحرين في مقاومة التبشير الذي كان يقوده المبشر الأمريكي المشهور
 
(صموئيل زويمر.)
 
وإضافة إلى فعاليات أخرى، راح يقوم بها مثل امتداد مساعدته لليمنيين إلى جميع العرب الباحثين عن الرزق في البحرين، وجد أن أفضل وسيلة
 
للمحافظة على استمرار دكان العطور الصغير وأمام انشغاله الكثير، هو إحضار (سيد جنيد عالم) الهندي المتخصص في العطور لإدارة الدكان،
 
ومع بدايات العشرينات يحضر (سيد جنيد) وينعش الدكان مرة أخرى.
 
وعلى جانب المناخ الوطني الملتهب، يتزايد نشاط المعارضة وتكثر عرائضها واحتاجاتها، وبالمقابل يتنامى نشاط الوكالة السياسية البريطانية في
 
مواجهة المعارضة.
 
ومع وصول المواجهة البريطانية إلى منتصف العشرينات، ينهي البريطانيون الجولة لصالحهم، وذلك بنفي زعماء المعارضة الشعبية كالشيخ
 
الزياني و(لاحج) وغيرهم، إضافة إلى بعض الإجراءات الأخرى التي راح يطبقها الوكيل السياسي الاستعماري الجديد الميجور (ديلي)، ويتمكن
 
البريطانيون بهذه الإجراءات من إيقاع هزيمة قاسية بالمعارضة الوطنية.
 
وبعد هزيمة المعارضة يجد (سيد جمال) والوطنيون القليلون المتبقون من تشرذم المعارضة في البحرين أنفسهم أمام أوضاع صعبة جدًا لا توحي
 
بالتفاؤل على الإطلاق.
 
لكنه وبرغم هذا المناخ الصعب، راح يواصل نشاطه المعادي للسلطات البريطانية. فيستمر في الكتابة عن أوضاع البحرين إلى الجريدة المصرية
 
الوطنية (الشورى)، ويرسل إلى الجريدة نفسها الكثير من أخبار البحرين الصاخبة آنذاك.
 
لكن استمرار نشاطه المعادي للإنجليز يجعل من مسألة السكوت على ما يقوم به وخاصة بالنسبة للطاغية (ديلي) أمرًا صعبًا.
 
ولذلك يسجن (ديلي) في نهاية العشرينات (أبو الليل) حوالي ثلاثة أشهر كاملة عقابًا على نشاطاته المعادية!
 
وبعد انتهاء محنة السجن يخرج (سيد جمال) إلى الدنيا ويصدم بخسارته التجارية، وعندها لا يجد بديلاً غير بيع الدكان لـ(سيد جنيد) الذي أحضره
 
من الهند.
 
وبالرغم من استمرار محنته، إلا أن هذا العروبي الذي عشق البحرين بهدوئها وصخبها، راح يحاول مواصلة حياته السابقة برغم كل شيء!
 
فحتى بداية الثلاثينيات، واصل نشاط الكتابة للصحيفة نفسها وبالأسماء المستعارة ذاتها التي كان يستخدمها من قبل، مثل (ناصح) و(عربي)
 
وغيرها، كما يجد في افتتاح (المنتدى الإسلامي) في المنامة فرصة لتثقيف نفسه والالتقاء بمثقفي البحرين الذين شاركهم في كل محنهم.
 
وعندما يجد (أبو الليل) نفسه في منتصف الثلاثينات شيخاً طاعناً في السن يتجاوز الثمانين، ولا يملك سوى عمامته البيضاء التي اشتهر بها منذ
 
قدومه إلى البحرين، و(زبونه) الرصاصي الذي لا يمتلك غيره، يودع البحرين لآخر مرة ويموت في هذا البلد الطيب الذي أحبه وأعطاه كل عمره،
 
رغم حنينه لرؤية مدينته (الحديدة)!.

الصفحات