قراءة كتاب رجال في جزائر اللؤلؤ

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
رجال في جزائر اللؤلؤ

رجال في جزائر اللؤلؤ

كتاب "رجال في جزائر اللؤلؤ"، منذ بدايات القرن التاسع عشر، ومروراً ببدايات القرن العشرين، احتضنت البحرين أعداداً كبيرة من أبناء الوطن العربي.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 7

سيد جمال الليل

بائع العطور ومراسل الصحف!

في حوالي عام 1910، يقرر (سيد محمد جمال الليل) كغيره من اليمانيين من مدينة (الحديدة) بشمال اليمن الهجرة والاغتراب طلباً للرزق. لكنه

يخالف زملاءه في اختيار (بلدان الرزق) التي سيذهبون إليها. فبينما يختار بعضهم الحجاز ومصر، وبعضهم يتوجه إلى أوروبا البعيدة، يختار (أبو

الليل) البحرين ذات الشهرة التجارية في الخليج، ويبحر على ظهر أول سفينة ذاهبة إلى هناك.

وبعد نهاية الأشهر الأولى من إقامته في البحرين، يجد المغترب اليماني أن أفضل ما يمكنه الاتجار به في مدينة المنامة التجارية الحديثة هو فتح

دكان صغير لبيع العطور المستوردة من الهند.

وبرأس المال القليل الذي تبقى عنده منذ أن غادر (الحديدة) يتوكل (سيد جمال) على الله، ويستأجر أحد دكاكين سوق المنامة (دكان سيد جنيد عالم

الآن) ويعرض بضاعته المتواضعة والمكونة من زجاجات لدهن الورد والعود ودهن الزباد والخس وعطور الرازقي والياسمين والعنبر والمسك..

والتي استوردها من الهند مؤخرًا.

وبالرغم من ظروف هذه التجارة الصعبة، والمعتمدة كلياً على الاستيراد من الهند، والتي كان لا يشتغلها سوى يماني آخر معه اسمه (سيد محمد

نهاري) إلا أنه ينجح في الأشهر الأولى في تجارة العطور، برغم سطوة (إمبراطورية اللؤلؤ) التي كان يقودها (سوق الطواويش)

وبجانب الاستقرار التجاري الذي وجده، يجد (أبو الليل) نفسه غارقاً، ومنذ الأيام الأولى لوصوله، بعقد الصداقات والعلاقات الحميمة مع اليمنيين

الموجودين في البحرين. وعبر اشتراكه في حل مشكلاتهم، والوقوف معهم في محنة اغترابهم، يجد أن دكانه الصغير أصبح يضيق بالكثير من

غاصة اللؤلؤ اليمنيين، الذين وجدوه ملجأ لـ(الفضفضة) عن معاناتهم مع النواخذة، إضافة إلى عمال السفن وبعض التجار اليمنيين، الذين وجدوه

أيضاً (سفارة) لبلادهم يحل مشاكلهم ويعطيهم كل ما لديه من نقود بعضها كمساعدات وأخرى كديون.

ومع مرور الوقت اكتشف أنه أصبح يتزعم يمانيي البحرين، وينطق بلسانهم.

وخارج (الجو اليماني) الذي انشغل به في سنينه الأولى، يستغل (أبو الليل) فرصة التهاب الوضع السياسي الذي خلقه البريطانيون في البحرين،

وينخرط في (الجو البحريني) هذه المرة.

ففي صبيحة أول فبراير 1919، يفاجأ أهالي البحرين بإعلان بريطاني صادر عن الوكالة السياسية بالمنامة، يخبرهم بأن القوانين الجنائية والمدنية

البريطانية المطبقة في الهند سوف تطبق في البحرين اعتباراً من 3 فبراير 1919.

ومع ظهور هذا الإعلان، يتعرف (سيد جمال) على صخب هذه الجزيرة الهادئة لأول مرة!.

الصفحات