قراءة كتاب رجال في جزائر اللؤلؤ

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
رجال في جزائر اللؤلؤ

رجال في جزائر اللؤلؤ

كتاب "رجال في جزائر اللؤلؤ"، منذ بدايات القرن التاسع عشر، ومروراً ببدايات القرن العشرين، احتضنت البحرين أعداداً كبيرة من أبناء الوطن العربي.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 8
ففي جو معارض بشدة للقوانين البريطانية، يتعرف (أبو الليل) على المجالس الشعبية التي راحت تأخذ معظم وقت روادها بالحديث عن هذه القوانين
 
وسبل معارضتها. وفي هذه المجالس النشطة يتعرف على أبرز زعماء البلاد آنذاك، كالشيخ عبدالوهاب الزياني، وأحمد بن لاحج، وقاسم الشيراوي،
 
وسعد الشملان وغيرهم.
 
وخارج هذه المجالس، يرى بنفسه العرائض التي يدور بها شباب المعارضة الوطنية على دكاكين السوق وتجار اللؤلؤ وشخصيات البلاد. كما يستمع
 
إلى آخر أخبار الاجتماعات التي راح يعقدها الزعماء الوطنيون لمواجهة تطبيق القوانين.
 
وفي وسط هذا المناخ الملتهب، يختار تاجر العطور اليمني القادم من (الحديدة) الوقوف في صف أهالي البحرين ودفاعهم الشرعي عن حقهم في
 
رفض فرض القوانين الأجنبية.
 
ويجند (سيد جمال) نفسه لخدمة المعارضة الشعبية المتنامية، فيستغل علاقاته مع الموظفين الهنود العاملين في الوكالة السياسية البريطانية، والذين
 
تعرف عليهم أثناء رحلاته الكثيرة للهند لجلب العطور، ويتفق معهم سرًا على أن يزودوه بجميع المعلومات الممكنة عن نشاط الوكالة ضد
 
المعارضة وآرائها ومراسلاتها عنها. وبالإضافة إلى هذه المهمة الصعبة، ينشط (أبو الليل) مع قادة المعارضة في كل ما من شأنه تكتيل الأهالي
 
وزيادة وحدتهم في مواجهة رفض القوانين البريطانية. ومع تزايد مشاركته وارتياده للمجالس الشعبية ومجالس العلماء، وخاصة مجلس قاضي
 
البحرين المشهور (قاسم المهزع)، تزداد عروبة (أبو الليل) وانتماؤه لهذه الجزيرة الصاخبة التي راحت تملأ كل كيانه.
 
فخارج نشاطه السياسي يجد نفسه مسروراً عندما يأمره صديقه القاضي (المهزع) بأن يكون مسؤولاً عن استيراد الكتب الدينية والأدبية من مكتبات
 
القاهرة وبغداد ودمشق، لكي تسد حاجات مجلس الشيخ المهزع وغيرها من مجالس البحرين العلمية.
 
وفي وسط نشاط المعارضة الشعبية للإجراءات الإنجليزية، يواصل نشاطه عبر خلق وسائل وطرق جديدة تساهم في إنجاح المواجهة الشعبية.
 
وكانت أفضل هذه الطرق كما رأى (أبو الليل) هو مراسلة الصحف العربية والكتابة لها عن أوضاع البحرين ومعاناتها مع الحكم البريطاني.
 
وبالفعل، يبدأ (سيد جمال) الكتابة لبعض الصحف الوطنية المصرية مثل (الشورى) و(الأخبار) ففي إحدى مقالاته في جريدة (الأخبار) رقم 576
 
والصادرة في 12 يناير 1922، والتي يعتقد بأنه كاتبه، يقول المقال بالنص: (لم تر البحرين من سابق أيامها شدة مثل هذه الشدة التي تعانيها، ولم
 
تمر عليها محنة أعظم من هذه المحنة التي يخشى شرها، والتي ستجر من ورائها نتائج من شر النتائج. ونعني بها محنة النزاع القائم بين جناب
 
القنصل وبين الحكومة الشرعية للبلاد)، ويضيف المقال متحدثًا عن أوضاع البحرين: ( ولكن قنصل البحرين الحالي يعلن أنه هو الحكومة وأن رأيه
 
لا يرد، وأنه لا يصح أن يشتكى من أعماله مهما كثرت أغلاطه وتضاعفت سيئاته، وأن الناس يجب أن يكونوا طوع أمره لا راد لما يرد، ولا نظن
 
أن هذا مما يرضي الحكومة الإنجليزية أو يطابق تقاليدها مع العرب. وإني لا أريد أن أسترسل في الكتابة؛ فإن إيراد بعض الحوادث التي يأتيها في
 
هذه البلاد كافية لحكم القراء وللفت نظر أهل السياسة الذين يهمهم النظر في شؤون العرب.)
 
ولقد ساهمت كتابات (أبو الليل) وغيره من الوطنيين في التعريف بقضايا البحرين أمام الرأي العام العربي. إضافة إلى مساهمتها في ازدياد الغضب
 
البريطاني وتناميه ضد المعارضة.

الصفحات