كانت رسائل الإمام الشهيد – رضي الله عنه وأرضاه- تصدر في كتيبات صغيرات، تباع بأسعار زهيدة وكنا- نحن الصغار من طلبة المرحلتين: الإعدادية والثانوية- نقتنيها...
أنت هنا
قراءة كتاب رسالة التعاليم للإمام الشهيد حسن البنا
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
رسالة التعاليم للإمام الشهيد حسن البنا
الصفحة رقم: 4
ويا ليت أغنياء هذه الأمة ينحنون نحو الشيخ الجليل عبد الله العقيل في هذا المضمار، فللأمة ولدينها حقّ أيّ حق في أموالهم، عدا الزكاة، وعليهم تأدية هذا الحق وسائر الحقوق الأخرى، فهم أحقّ من أثرياء اليهود والصليبيين الذين بذلوا وما زالوا يبذلون الكثير لنصرة باطلهم، والترويج لأراجيفهم....
الشيخ العقيل يبذل جهد المقل، وهم المكثرون.. وقد يسبق درهم ألف درهم.. والناس في سباق، وأكثر المسلمين يقفون موقف العاجز واللامبالي، والله حسيبهم، والتاريخ لهم بالمرصاد.. فيما الآخرون يعملون ويبذلون..
الإمام البنا عبقري، ملهم، مسدَّد، سبق عصره بعقود، وقد هجاه تماهيه في دعوته، إلى العديد من المرتكزات التنظيمية، النظرية والعملية، ولعل أهمها:
(الأسرة) التي تتلائم مع العنوان الكبير الجامع المانع:
(الإخوان المسلمون) فكنّا في (الأسرة) أسرةً بكل معانيها بما فيها من تآخ وحبّ في الله، ومن تعاون على الخير.. كنا أسرة، بكل معاني هذه الكلمة الشفافة، بل يا ليت الأسرة المكوّنة من أب وأم وبنين وبنات، تكون كالأسرة الإخوانية في توادّها وتعاطفها وتعاونها... إذن.. لكان لنا من مجموع الأسر مجتمع مثالي غني بالمعاني الإسلامية، والروح الإنسانية...
في (الأسرة) كنا نتدارس رسائل الإمام، في خمسينيات القرن المنصرم، واليوم، فتنير عقولنا وقلوبنا وتهذّب سلوكنا، وتجعل الأخ شامة بين الناس، إذا رأوه قالوا: ما أروع هذا الفتى! لأن الفتى الإخواني قد تمثّل في سلوكه، تلك الرسائل القيمة التي تدخل إلى الألباب والآذان دونما استئذان، لتتمكن من الأخ الذي يتلقاها ليعمل بمقتضاها «فهي ليست دروساً لتحفظ، بل هي تعليمات لتُنفَّذ».
(رسالة التعاليم) جالت جولات في آفاق النفس الإنسانية، وفي رحاب الحياة العلمية والعملية، في ظلال القرآن، وفي أفياء السنُّة النبوية، فكل ما فيها مقتبس منها، وهي جديرة بأن تكون لائحة تنفيذية للمسلم الذي يريد أن يهب نفسه لله، مجاهداً في سبيله، في الميدان الذي يحسن الصِّيال فيه والجولاَن، من أجل استئناف الحياة الإسلامية، بعد أن غشّى حياة المسلمين ما غشّاها من مادية ثقيلة لا يعرفها الإسلام، ولم يعرفها المسلمون في قرون الخيرية، وعندما شبت حياتهم، غرقوا في لججها، وارتكسوا وضاعوا وصاروا في الأذلين، لا يقوون على الذياد عن حياض دينهم وأرضهم وعرضهم، حتى طمع فيهم من لا يذود عن نفسه وعرضه... أعني: أخسَّ الناس، وأوباش البشر، من صهاينة وصليبيين وأذنابهم في هذا العالم التاعس البائس.
إن الإمام الملهم أراد لإخوانه هذا المنهاج العملي، وهو ينظر بنور الله تعالى، ليرقى بهم إلى حيث مجد الإسلام، لتحيا أمته الحياة التي أرادها لها رسول الإسلام، ولتنتشل العالم من الوهاد السحيقة التي تردَّى فيها، بسبب الانحراف عن سبيل الله، وبفعل التفكير المادي الشهواني الذي أودى بكثير من القيم الإيمانية والإنسانية...