أنت هنا

قراءة كتاب ليلا على سفر

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
ليلا على سفر

ليلا على سفر

المجموعة الشعرية "ليلا على سفر" للشاعر السويدي توماس ترانسترومر، التي ترجمها وتحقق منها إلى العربية الكاتب العراقي علي ناصر كنانة - غيل رامسي، الصادرة عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر عام 2003، نقرأ من أجوائها:
أبريل والصمت

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 4
ثانياً: أفريقيـا:
 
لم يكن توماس ترانسترومر وحده من انتقل بشعره بعيداً عن بيئته السويدية، حيث ولِدَ ونشأَ طفلاً·· ونضجَ شاباً·· وبرزَ شاعراً اغترفَ من تراث وثقافة تلك البلاد المقيمة في جليد مديد يتلهّـف إلى عناقِ صيفٍ يمرُّ متمنّعاً على عجالة·
كذا هو الصيف حلمٌ يشاغبُ أفئدة المقيمين في الثلج· ولكن الحلم الشعري يخفي بين ثناياه تطلّعاً إلى ما هو أبعد من مناخيّة الصيف: لما تحمله الأصياف بين ثناياها· فالأصياف لها ثقافاتها كما للشتاءات·
كتّاب كثيرون حاولوا أن يخلعوا معاطف الثلج بحثاً عن عري الأصياف في لقاء مباشر مع الشمس وكانت لإقامتهم في الشرق مظاهر واقعية وشعرية مثل اكيليف وهايدنستام وفرودنغ، بَيْدَ أنّ التجربة الشعرية لتوماس ترانسترومر تختلف عن مثيلاتها في ميلها نحو الخارجي: في أنها تقيم كلّيّاً - تقريباً - خارج حدود الجغرافيا الواقعية للشاعر·
من مجموعته الثانية (أسرار على الطريق) إلى مجموعته الأخيرة (الجندول الحزين) ومن قصيدته رجل من بنين إلى الوقواق حضرت أفريقيا في طفولته حلماً وفي شعره أفقاً رؤيوياً·
لقد كانت أفريقيا حلماً طفولياً مبكراً تحدّثَ عنه الشاعر في كتاب صغيرعن طفولته: (الذكريات تراني) وتنمذجتْ أفريقيا في ضمير الشاعر كصورة حادة للآخر· وقد امتدّتْ الجغرافيا الأفريقية في شعره من مصر والسودان إلى الجزائر ومن الكونغو إلى جنوب أفريقيا ومن بنين إلى زائير·
جئت لألتقى ذلك الذي يرفعُ
فانوسَهُ
ليرى نفسَهُ فيَّ من قصيدة رجل من بنين

الصفحات